رحلة علمية طويلة خاضها الدكتور نبيل جريس، صاحب ابتكار تصميم أول جسر في العالم بدون حديد؛ بعد أن ظهرت عليه بوادر الابتكار وهو في سن صغيرة. تخرج «جريس» في كلية الهندسة جامعة القاهرة ليستكمل دراسته العليا عقب حصوله على منحة في كندا، ويسافر بعدها إلى الولايات المتحدة ليتم تعيينه في عدة مناصب أكاديمية كان آخرها عميدًا لكلية الهندسة المدنية بجامعة لورنس للتكنولوجيا.
فكرة تطوير الكباري والمنشآت الهندسية، راودت عقل «جريس»، بعد ملاحظته مشكلة قائمة في استخدام مواد صناعية تُحدث خلال التغير المناخي للعالم، لذا فكر في استخدام الألياف الضوئية كمجسات لتحديد التغير في درجات الحرارة المختلفة والضغط، لصغر حجمها، وبحسب قوله لـ«»: «الألياف الضوئية بتعتبر ثورة تكنولوجية في مجالات مختلفة منها الاتصالات والشبكات والصناعة».
اطلاق اسم «نبيل جريس» على مركز علمى في أمريكا
وقدم «جريس» أبحاثًا لتجديد الجسور بالولايات المتحدة مستخدمًا الألياف الضوئية الكربونية بدون استخدام حديد أو تسليح، ليحصل من خلالها على دعم لأبحاثه من العديد من الجهات الأكاديمية والحكومية الأمريكية بلغ نحو 28 مليون دولار، حسبما روى لـ«»، وتمكن هو وفريق البحث من تحديد مرحلة البناء والتكلفة المبدئية للجسر.
وعن طريق استخدام هذه الآلية المبتكرة في تصميم الكوبري، وتكريما لإنجازات العالم المصري البحثية والتطبيقية فى مجال الهندسة المدنية، أطلقت جامعة لورانس الأمريكية للتكنولوجيا، اسمه على أحد مراكزها العلمية المرموقة، بحضور طائفة من أبرز الشخصيات الأكاديمية والسياسية ورجال الصناعة، واعتبرت هذه سابقة أن يتم تكريم وإطلاق اسم عالم على مؤسسة أكاديمية كبيرة وهو على قيد الحياة.
طموح تطبيق المشروع بمصر
يأمل «جريس» في تعميم فكرة تنفيذ الجسور والمباني بالألياف، خاصة مع تواجد المواد المصنعة والبديلة بشكل كبير، كما يطمح في تطبيق هذا المشروع في مصر، والتوسع في تقليل استخدام الخرسانات والمواد غير متجددة.
وبالرغم من سفره خارج مصر لسنوات عديدة، إلا أن حنينه الدائم لمصر كان سببا في إشغاله منصب عضو المجلس العلمى الاستشارى لرئيس الجمهورية، ساعيًا لخدمة وطنه مصر وأقرانه من المصريين بالخارج.