الهدوء يسيطر على غرفة بسيطة مليئة بأدوات النحت، يتوسطها نحات يرتدي ملابس مُلطخة بالطين، يميل بجسده على تمثال أمامه، يحدق فيه كما لو أنها المرة الأخيرة التي يراه فيها، يحفر ملامح شخصية بارزة، وبجواره مجموعة صور لهذا الشخص، للوهلة الأولى تظنه سيفشل في مهمته، التي تحتاج لساعات طويلة من أجل إنجازها، ولكن وبعد وقت ليس بالطويل تظهر ملامح التمثال، ليُكشف الستار عنه فيظهر وجه الفنان ماجد الكدواني، في مشهد أبهر جميع من رآه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصفقوا له من روعته ودقة تشبيهه.
سبب نحته للفنان ماجد الكدواني
الدكتور مايكل عادل ذكي، المدرس المساعد بقسم النحت كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، يروي لـ«»، أن فن البورتريه هو فرع من فروع النحت، وله متعته وقيمته الخاصة وأهدافه لتخليد قيم من خلال شخصيات معينة، كالقيم الجمالية أو الأدبية، مضيفا «حرصت على نحت الفنان ماجد الكدواني نظرًا لفنه الراقي وموهبته الفذة التي أثبتت نفسها على الساحة الفنية في الآونة الأخيرة، وأيضًا بسبب كاركتر الشخصية وملامحها، خصوصا أن عينيه كانت دايما بتشدني، وأحنا بنشتغل في البورتريه بنسأل نفسنا سؤال.. إيه اللي بيميز الوجه ده عن غيره؟».
تنفيذ البورتريه
وأضاف «مايكل»، أنه من فترة زمنية قليلة بدأ التفكير في عمل تمثال بورتريه للفنان ماجد الكدواني، لذا أحضر عددا ليس بالقليل من صوره الشخصية، «لازم يبقا عندي صور كتير للشخصية اللي بنحتها عشان النحت بيكون على زاوية 360 درجة، ده بياخد وقت عشان أذاكر الشخصية كويس»، موضحًا بعض الصعوبات لنحت ماجد الكدواني، لأنه ببعض أدواره يكون له هيئة معينة، لذا لا بد من نحته بالشكل الذي يدور في ذهن الجماهير، «في البداية كنت ناحته بشنب، بعد كدا لقيته عمل مسلسل موضوع عائلي من غير شنب، فاضطريت أشيله عشان يبقا حاضر في الذهن الناس».
واستكمل النحات حديثه، بأنه بدأ في التمثال من مدة ليست طويلة، ولكن كان يتردد عليه كثيرًا وذلك لظروف عمله، «كنت بنحته في مكان خاص ليا في القاهرة، وأنا دكتور في جامعة المنيا، فكنت بسافر كتير عشان الكلية، عشان كدا خد معايا وقت شوية»، موضحًا أن هذا الفن لم يقدم به في معارض فنيه أو ما شبه ذلك، فهو عمل فني يحسب له ويضاف في سجلاته الفنية فقط.
الصدى عن ذلك العمل الفني
وأشار الدكتور مايكل إلى أنه لقي تفاعلات رائعة ومبهجة عن ذلك العمل الفني، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن ماجد الكدواني شخصية تستحق التقدير، «فوجئت بناس كتير معرفهاش عاملة شير وبتعمل منشن لماجد الكدواني، عشان يشوف التمثال وبيقولوا له إحنا بنحبك وبنحب الحاجات اللي اتعملت علشانك»، معبرًا عن سعادته أيضًا بمدح الجماهير له ولموهبته بجمال ودقة تنفيذ ذلك العمل الفني.