في إحدى ليالي الإسكندرية الهادئة صاحبة النسمات العليلة، كانت «إيمان» في طريقها إلى متحف الإسكندرية القومي، لالتقاط بعض الصور لتماثيله ومقتنياته، بحكم عملها كمصورة، وبمجرد أن دخلت المتحف ووقفت أمام تمثال الملك الفرعوني أخناتون، تتأمل عظمة التاريخ المصري القديم وعظمة صانعيه، كان الفنان «علاء الباشا»، يلتقط لها صورة توضح مدى التطابق الكبير بين ملامح المصورة الإسكندرانبة، وملامح تمثال الملك الفرعوني أخناتون.
إيمان عرب، مصورة شارع، تعيش بمحافظة الإسكندرية، وخريجة كلية التجارة جامعة الإسكندرية، وتمتلك ملامح مصرية فرعونية أصيلة، لدرجة تجعل الكثيرين يعلقون على ذلك دائما، ويخبرونها بمدى التطابق في الملامح بينها وبين عدد من ملكات وملوك مصر القدماء، حسبما تروي المصورة الإسكندرانية.
المصورة: «بيشبهوني بالفراعنة من وأنا صغيرة»
وتقول «إيمان»، في حديثها مع «»: «بيشبهوني بالفراعنة من وأنا صغيرة في إعدادي تقريبا، ومرة كنت في الأقصر ولقيت سياح من فوج أسباني، وقفوا قدامي وقالولي أنتِ شبه الفراعنة)»، موضحة أنه من حينها وتسمع في كل مكان تذهب إليه لتعليقات كثيرة، تؤكد امتلاكها لملامح مصرية أصيلة.
إيمان عرب: «الصورة كانت تلقائية من غير تحضيرات ولا ميكب فرعوني»
وتروي «إيمان» كواليس الصورة التي أظهرت التطابق الكبير بين ملامحها والفراعنة، مضيفة: «كنت في زيارة لمتحف في الإسكندرية، مع مجموعة من المصورين، ولقيت النحات علاء الباشا، عايز يصورني جمب التمثال، بعد ما لاحظ الشبه»، مؤكدة أنها كانت على طبيعتها حينها دون استخدام ميكب فرعوني لإظهار هذا الشبه، والصورة نفسها كانت تلقائية ولم يكن هناك أي تحضيرات لها.
وتعتقد «إيمان»، أن هذا الشبه الكبير قد يكون ناتجا عن أصولها الصعيدية: «أمي أصلها من سوهاج»، موضحة أنه على حد علمها كان يعيش غالبية المصريون القدماء بجنوب مصر المعروف حاليا بمحافظات الصعيد.
بدأت «إيمان» حكايتها مع احتراف التصوير منذ 5 أعوام
وتعمل خريجة جامعة الإسكندرية، كمصورة شارع منذ 5 سنوات، بعدما درست التصوير وخضعت للكثير من الورش التدريبية، وفق ما ترويه المصورة، لافتة إلى أنها مهتمة بشكل كبير بحياة المصريون في كل محافظاتهم المختلفة، وتعمل دائما على رصد وتحويل مظاهر حياتهم المختلفة إلى صور فنية ومعبرة عن الهوية المصرية.
في سبيل ذلك تتجول «المصورة» بين محافظات مصر المختلفة وتصور هنا وهناك دون تعب أو ملل: «رحت محافظات كتير تقريبا غالبية محافظات الجمهورية، عشان أصور الناس وحياتهم عاملة ازاي، أنا بحب دا جدا».
تحلم «إيمان» بمعرض ينقل تفاصيل الشوارع المصرية
ولأن من يراهن على أهل مصر لا يعرف معنى الخسارة، بالإضافة إلى أن لكل مجتهد نصيب، التقطت المصورة في إحدى زيارتها إلى محافظات مصر المختلفة وبالتحديد محافظة بورسعيد صورة لبائع سمك، كانت كافية لفوزها بمسابقة عالمية نظمتها مؤسسة أمريكية، حينما اختارت تلك الصورة ضمن قائمة أفضل 10 صور، من بين آلاف الصور التي شارك بها مصورون من كل دول العالم، وعن هذا تختتم «إيمان»، في نهاية حديثها مع «»: «شوراعنا مليانة حكايات وتفاصيل وقصص، وعشان كدا بحلم باليوم اللي هعمل فيه معرض مليان بصور من كل شوارع مصر».