لعبة من البلاستيك على هيئة كاميرا لونها أحمر يمكن من خلالها تحريك بعض الصور البلاستيكية للكعبة والحج، كانت وراء حب «أحمد مصطفى» للصور بعمر الـ 5 سنوات، فأحضر له والده في عمر مبكرة كاميرا فورية، ليتولد لديه شغف كبير بالتصوير والصور، بدأ رحلته بالتصوير خاصة تصوير المزروعات بعد تخرجه من كلية الزراعة، ثم عمل كمصور حر يصور الاحتفالات بدبي وأبو ظبي بدولة الإمارت بعد أن تلقى عددا من التدريبات هناك ليعود إلى أرض ويلتحق بالعمل كمصور بمنظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة ومصور بمكتب هندسي متخصص في ترميم الآثار.
مباردة لتوثيق الأماكن التراثية في أسيوط
إقامته بأسيوط جعلته يجمع العديد من الصور لمناطق أثرية وزراعية وصناعية هناك، وفكر «أحمد»، 39 عامًا، في استغلال هذه الصور وإطلاق صفحة على الفيس بوك لتوثيق هذه الصور.
إقبال واسع شهدته الصفحة بعدما انضم لها أكثر من 13 ألف متابع، وكانت معظم التعليقات على الصور الأثرية والزراعية والصناعية الخاصة بالمحافظة عبارة عن تساؤلات تعبر عن الدهشة من وجود هذه الأماكن بالمحافظة.
أسواق قديمة وحمامات وأزياء ومباني أثرية
ويروي أحمد مصطفى محمد في حديثه لـ «»، أنه تمكن من رصد العديد من المناطق الأثرية المهمة في محافظة أسيوط خلال عمله؛ أبرزها أسواق قديمة وأزياء تراثية وأكلات صعيدية ومهن مميزة وأماكن زراعية وصناعية، فجمع هذه الصور ونشرها على إحدى الصفحات لتعريف أبناء المحافظة وغيرهم بمعالمها، «حبيت أستغل الصور وأعمل صفحة مختلفة توثق التراث ويكون فيها محتوى مصنوع».
أزياء مميزة لسيدات قرية بني عدي، تسمى «الساري العدوي»، كانت أبرز الصور التي تم تداولها على نطاق واسع على السوشيال ميديا لأحمد، بعد أن رصد خلال خلال جولاته بالمحافظة، السيدات هناك وهن يرتدين هذا الزي المميز داخل القرية فقط، وزراعات عديدة لم يكن معروف أنه تتم زراعتها بالمحافظة رصدها «أحمد»؛ منها زراعة الكمون والمانجو الذي يتم زراعة نوع الذبدية منه بمركز ساحل سليم الذي يطلق عليه اسم «بلد الموالح»، بحسب ما ذكر «أحمد»، «الناس مكنتش مصدقة أن المانجا بتتزرع في أسيوط، فاكرين أنها في القاهرة والإسماعيلية بس مع أن البلد كلها جناين مانجا».
وأكد «أحمد»، أنه لا يستهدف الربح من إطلاق مبادرته، وأراد فقط توثيق المباني الأثرية ومعالم المدينة وتعريف أهلها بها والتوعية بضرورة المحافظة عليها من الهدم، وإلقاء الضوء على بعض المعالم المهمة خاصة وأن منها ما هو بقلب المدينة ولا يلتفت إليه أحد كقصر ميخائيل لوقا الأثري بشارع الجمهورية وهو أحد الشوارع الرئيسية بمحافظة أسيوط، الذي يعد تحفة معمارية نادرة، وقصر اليكسان، وحمام ثابت وهو أحد الحمامات القديمة، بالإضافة إلى وكالة ثابت، التي ينبغي الحفاظ عليها خاصة مع استغلال البعض المنطقة المحيطة بدباغة الجلود، إضافة لـ 5 وكالات أخرى أصغرها يعد أكبر من وكالة الجداوي التي تم ترميمها بإسنا.
رغبة في أن تصبح محافظة أسيوط مزارا سياحيا
وعن أحلامه، أعرب «أحمد» أنه يتمنى أن تصبح هذه الأماكن الأثرية مزارا سياحيا لمحافظة أسيوط، أما عن الصعوبات التي تواجهه أكد أنها تتعلق بصعوبة نشر الصور بشكل مستمر نتيجة لسفره للعمل وقضاء وقت طويل به.