لم تعلم «صفاء» ابنة محافظة الغربية، شهيدة العلم، أن خروجها من البيت مع صديقتها، ستكون اللحظة الأخيرة التي ترى فيها أسرتها، وزملائها القدامي في الجامعة، إذ فارقت الحياة فجأة دون سابق إنذار على أيدي شابين طائشين، لم يتعلما من الأخلاقيات شيئا، همهما في الحياة البحث عن ضالتهما، واصطياد الفتيات من الشوارع.
أغلقت الفتاة أبواب شقتها، تاركة والديها في انتظارها، فدقائق قليلة وتنتهي «صفاء» وصديقتها روان السيد، طالبة في الفرقة الثانية، كلية الآداب جامعة كفر الشيخ، من تصوير الأوراق الخاصة بهن، إذ تريدن الفتاتان أن يصبحن من المتفوقات، حسبما أكد والد «صفاء».
بينما الفتاتان في طريقهما إلى المكتبة، عارضهما شابين يستقلان «توك توك»، لم يلتفتا «صفاء» و«روان» إليهما، فالأولى علمها أبيها أن لا تهتم بما يفعله أو يقوله الشباب لجذب انتباهها، وأن تحاول المُضي قدمًا، لأن ذلك سيؤثر على حياتها العلمية والشخصية على حد سواء، إلا أن تهور أحد الشباب في أسلوبه الوحشي أثناء معاكستها، أنهى حياتها، ولفظت «صفاء» أنفاسها الأخيرة.
مجدي طلب، والد «صفاء» البالغ من العمر 52 عامًا، القاطن في قرية دمرو التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، روى خلال حديثه لـ«» تفاصيل الحادث المأساوي الذي تعرضت له ابنته وصديقتها، مساء يوم الجمعة الماضي، خلال ذهابهم لأحد المكتبات من أجل تصوير بعض الأوراق الخاصة بدراستهما في الفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ: «بنتي وصاحبتها كانوا ماشيين مع بعض زي ما متعودين، لكن فجأة ظهرلهم شابين راكبين موتوسيكل عاكسوهم بكلام غير لائق».
تجاهل «صفاء» وصديقتها روان السيد، دفع الشاب البالغ من العمر 15 عامًا، للقيام بلحظة اندفاعية جنونية، بحسب «مجدي»: «الولد اللي راكب ورا سواق الموتوسيكل، نط من عليه وركب توك توك لعيل عنده عشر سنين، وبيعمل لفة بيه حوالين البنات وشد الفرامل جامد، و دخل في صفاء وصاحبتها».
وفاة «صفاء» ودخول «روان» في غيبوبة
تعرضت «صفاء» لنزيف داخلي توفيت على أثره بمستشفى القصر العيني بالمحلة الكبرى، أما صديقتها «روان»، أصيبت بكسر في ذراعها ودخلت في غيبوبة ولا تشعر بشيء، وتعرض الشاب سبب الحادث لبعض الجروح البسيطة، هكذا حكى «مجدي».
وبادر والد «صفاء» بتحرير محضر في مركز شرطة دمرو برقم 34586، وتم القبض على الشباب: «النيابة خدتهم ومعاهم الولد الصغير صاحب التوك توك، وفي شهود بالواقعة، ومستنين روان تفوق من الغيبوبة عشان ياخدوا أقوالها».
يطالب «مجدي» بأن تأخذ العدالة مجراها لتهدئة قلب والدة «صفاء»، كما يتمنى أن يقوم أحد المحامين بتبني القضية حتى لا تضيع حقوق البنات، مؤكدًا أنه لن يفرط في حق ابنته.