كم مرة قادتك الطفولة إلى أن تقطع ورقة من منتصف كراستك لتحولها إلى مركب أو مسدس ورقى؟ كم مرة أمسكت بالورق وطبقته لأكثر من مرة لتشكله بأشكال بسيطة من باب الترفيه؟
«أوريجامى» كلمة قد تبدو غريبة على مسامعك، ولكنها تشير إلى نوع من فنون التسلية اليابانية، ارتبط بظهور الورق، وتطور إلى أن أصبح له قواعد مدونة فى كتب، وله أندية تجمع محبيه.
استهوى هذا الفن المهندس بافلى عادل، 30 عاماً، ووجد فيه تفريغاً للطاقة السلبية وضغوط العمل والحياة، لكنه فوجئ بعدم وجود مصادر عربية لتعليمه: «الموضوع استهوانى جداً إنى إزاى أقدر من ورقة صغيرة مربعة من غير ما ألزقها أعمل أى شكل فى الدنيا». اكتشف «بافلى» أن «الأوريجامى» له علاقة بعلوم الهندسة والرياضيات وغيرها، وله نظرياته وقوانينه، فحرص على الإلمام به، إلى أن شارك فى مسابقة يابانية لـ«الأوريجامى» وحصل على المركز الثامن بعدما ابتكر تمثالاً نصفه حصان ونصفه الآخر إنسان (كنتور).
صنع «بافلى» أيضاً أشكالاً فرعونية مثل أبوالهول ورأس حورس وإيزيس، إلى جانب فانوس رمضان وخروف العيد، وكشف أن مبادئ «الأوريجامى» تم استخدامها فى نواحٍ أخرى ليست فنية، مثل «الإيرباج» الموجودة فى السيارات الحديثة، حيث تمكّن صنّاع السيارات من تطبيقها، ووضعها فى «دريكسيون» السيارة.
المشكلة التى تواجه محبى «الأوريجامى» فى مصر هى عدم وجود الأوراق المخصصة لهذا الفن، وارتفاع سعرها، بحسب «بافلى»، حيث يبلغ سعر العلبة التى تحتوى على 10 ورقات قرابة 1200 جنيه، متمنياً الاهتمام بهذا الفن، وأن يكون له نادٍ، على غرار «أوريجامى كلوب» الموجود فى عدد كبير من دول العالم، لممارسة تلك الهواية وتبادل الخبرات.
استخدامات أخرى لـ«الأوريجامى» كشفتها الدكتورة ألماس فتحى، مدرس طب الأسرة بكلية الطب جامعة قناة السويس، حيث أكدت أنه يُستخدم فى علاج بعض حالات التوحد، بطريقة علمية معينة تساعد على رفع نسبة الانتباه والتركيز لدى الأطفال المصابين بالتوحد.