| معاناة التوأم «آرثر» و«برناردو» تنتهي بعد 3 سنوات: أخيرا شافوا وجه بعض

تصفيق ودموع وهتافات، ردود فعل ومشاعر رجت أرجاء مستشفى برازيلية عقب الانتهاء من جراحة خطيرة ترقبها الجميع في صمت وخوف، ولعل السبب وراء ذلك ارتباط الأمر بحياة توأم ملتصق المولود في البرازيل برأسين ودماغ، واللذان خضعا لعملية وصفها الأطباء بأنها الأكثر تعقيدًا من نوعها. 

تفاصيل العملية الجراحية 

ولأول مرة بعد أشهر طويلة، استلقى الأولاد منفصلين وجهًا لوجه وممسكين بأيديهم في سرير مستشفى مشترك في ريو دي جانيرو، وذلك بعد أن أُجريت العملية داخل المركز الطبي، التي اعتمدت أيضًا على تقنية الواقع الافتراضي من على بعد ما يقرب من 6000 ميل في لندن. 

وبحسب ما ذكره موقع «واشنطن بوست»، فإن حالة التوأم «آرثر» و«برناردو» اللذين جاءا من مناطق ريفية بشمال البرازيل، تعد حالة واحدة نادرة من بين 60 ألف ولادة لتوأم متلاصق معروفة باسم التصاق من نوع «كرانيو باجوس»، حيث كانا متصلين ببعضهما البعض بجماجم مدمجة وأدمغة متشابكة تشترك في أوردة حيوية.

ووصف الخبراء عملية فصل الأخوين، البالغ عمرهما أكثر من 3 سنوات، بأنها مستحيلة، لكن الطاقم الطبي من معهد ريو الطبي عمل مع جراح مقيم في لندن من مستشفى جريت أورموند ستريت، باستخدام تقنية الواقع الافتراضي المتقدمة للتمرن على الحالة. 

وخضع التوأم لتصوير مفصل للدماغ بما في ذلك التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى فحوصات لبقية أجسادهم، كما جمع العاملون في مجال الصحة والمهندسون، البيانات لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد وواقعية افتراضية لأدمغة التوأم، للسماح للفرق بدراسة تشريحهم بمزيد من التفصيل.

عدد العمليات التي خضع لها التوأم الملتصق

وأمضت الفرق الدولية شهورًا في العمل للتحضير للإجراءات، وفقًا لجمعية Gemini Untwined الخيرية البريطانية، التي سهلت الجراحة؛ لتجري بعد ذلك الفرق الطبية جراحة تجريبية عابرة للقارات باستخدام الواقع الافتراضي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذه التكنولوجيا في البرازيل.

ونجحت العملية التي أجريت في يونيو الماضي، بعد سلسلة من 9 عمليات بلغت ذروتها في عملية جراحية استمرت 27 ساعة للفصل بينهما، على أن يخضع التوأم لإعادة التأهيل لمدة ستة أشهر في المستشفى. 

فرانشيسكا إيتون، المتحدثة باسم مستشفى جريت أورموند ستريت، قالت إنه على الرغم من إجراء الجراحة الناجحة في يونيو، إلا أن فرق الأطباء أجلت نشرها حتى يتمكنوا من التركيز على تعافي الأولاد.