| معاناة «الست محمد» وابنها في بيع الساندويتشات: «مصدر رزقنا ضاع»

تستيقظ على أذان الفجر للصلاة، ومع بزوغ النهار تنتقل مع ابنها إلى محل بسيط، يتكون من بوتوجاز وأنبوبة ومنضدة وبعض معدات الطهي، إذ تجلس «الست محمد»، 75 عاماً، على منضدة تجهز الطعام، وتترك باقي المهام على ابنها، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً، فقد خسرا مصدر رزقهما في لمح البصر.

تقوم المرأة السبعينية بتحضير الطعام، وهي جالسة فلم تعد قادرة على الوقوف أغلب الوقت، فهان عليها جسدها الذي لم يذق طعم الراحة لسنوات عديدة، لتجهيز ساندويتشات الكبدة والسجق وغيرهما من الأصناف، وتركت مهمة البيع لابنها، بحسب حديثها لـ«»: «الشقا اللي شفته وعمري كله موجود بين جدران المحل، وابني طول عمره واقف في ضهري».

50 عاما من الشقاء

تتذكر «الست محمد» صباها وبدايتها في العمل منذ 50 عاماً، إذ جاء ذلك نتيجة قرارها بمساعدة زوجها، لتصعد معه سلم الشقى والتعب، ولا تعبأ بشبابها فقد سرقته الحياة يوماً بعد آخر، في مقابل توفير حياة كريمة لأبنائها، لتمر السنين ويتركها شريك العمر منذ 12 عاماً، ويعوض الله بابنها الأكبر «حسين» فكان باراً بها، وحافظ لها الجميل، حسب كلامه: «باخد معاش زوجي 400 جنيه، وعايشة في شقة صغيرة إيجار قديم، وعندي ابن مريض بكهربا زويادة في المخ، والتاني بيساعدني في الشغل».

معاناة تحت الأنقاض

لم يرحم الزمان عجوز، قضت طيلة حياتها وشبابها في خدمة لقمة العيش، التي زالت عنها في يوم وليلة، وتحديداً في شهر مارس الماضي، بعد سقوط المحل: «قبل رمضان بشهر، العمارة اللي كان فيها المحل بتاعي وقعت لوحدها، لأنها كانت قديمة أوي وآلية للسقوط، خسرت مصدر رزقي أنا وابني في لحظة».

نداء «الست محمد»

تعيش ««الست محمد»» في حي باب الشعرية بمحافظة القاهرة، وتتمنى أن يساعدها أصحاب القلوب الرحيمة، بمحل صغير أو كشك تعود من خلاله إلى عملها مع ابنها، وكرسي متحرك يساعدها على الحركة بسهولة: «عايزة محل صغير أو فاترينة، أكل منها عيش أنا وولادي، حسين ابني مراته سابته لما المحل وقع».