على رصيف أمام أحد المقاهي، جلس أرضا يبكي حاله بصوت خافت، لاحظه أحد الجالسين وسأله عما فيه، ليعلم أن ذلك الستيني المريض مسؤول عن مصاريف زوجته المصابة بمرض منعها من الحركة، وبناته وأحفاده المقيمين معه في منزل صغير يشبه الغرفة، يكاد يتسع لحمايتهم من التشرد، ولم يعد العجوز قادرا على الإنفاق عليهم، مع حالته الصحية التي تمنعه من العمل.
أمراض تعاني منها أسرة «عم أنور»
معاناة أنور سعد محمود، صاحب الـ67 عاما تكمن في كونه أب وزوج، يعول شريكة حياته المريضة بالالتهاب الخلوي في قدميها، ما يعيقها عن الحركة أو الوقوف، بجانب الأمراض المزمنة لديها «ضغط وسكر»، وكذلك 3 بنات يعيشون معه في منزله الصغير بقرية بلقينا التابعة للمحلة، إحداهن لديها طفل مصاب بكهرباء على المخ، بجانب نجله غير القادر على العمل، بحسب حديثه مع «».
«عم أنور»: «مبقتش قادر أقف»
سنوات من العمل في «الفاعل»، قضاها «عم أنور» حتى تهالكت صحته، فبدأ في تجميع الصفيح والعلب المصنوعة منه وبيعها لتجار الخردة، إلا أن الحمل زاد عليه بما فوق طاقته، وأصبح غير قادر ينفق على زوجته المريضة أو علاجه أو على بناته وأبنائهن المقيمين معه في منزلهم الصغير: «مبقتش قادر أقف».
«شوفته بيعيط قدامي وأنا قاعد على القهوة خلاني أنا كمان عيطت»، بهذه الكلمات عبر سامح سعد، أحد أهالي المحلة الذى رأى «عم أنور» يبكي في الشارع، ما جعله يذهب معه لمنزله، ويرى وضعه على أرض الواقع: «كلهم قاعدين في بيت ميكفيش حد والريحة فيه صعبة.. ومراته مبتقدرش تقف».
أمنية الأب
ويتمنى الأب المسن أن يجد من يعالجه وأسرته، ويوفر له مصدر للرزق ينفق منه عليهم، خاصة بعد كبره في السن، وعدم قدرته على العمل في الفاعل أو تجميع الصفيح من الشوارع.