35 عامًا، عمر عربة الفول التي يجوب بها الرجل الأربعيني ونجله كل شوارع محافظتي القاهرة والجيزة، بحثًا عن الرزق الحلال وتوفير نفقات أسرتهم ومصاريف تعليمهم، والتي تواجدت بأحد شواع منطقة الدقي، اليوم، رغم سوء الأحوال الجوية وبرودة الطقس التي لا يتحملها الكثيرون.
معبد أحمد، 45 عامًا، جاء إلى القاهرة وهو طفل صغير قادمًا من محافظة الفيوم، باحثًا عن عمل، فاستقبله مالك إحدى عربات الفول، وبعد عمله معه لمدة عامين، اشترى عربة خاصة به، وأصبح هو الآخر مالك لعربة فول، تنقل بها بين غالبية شوارع محافظات القاهرة والجيزة، وفق ما يرويه «معبد»، في حديثه مع «».
يعيل «معبد» أسرة مكونة من أربعة أبناء (ولدان وابنتان)، جميعهم بمراحل تعليمة مختلفة، باستنثاء نجله الأكبر «محمد»، 20 عامًا، والذي يعمل معه على عربة الفول، ليعين والداه على مصاريف جهاز شقيقته الكبرى: «أختي هتجوز في العيد الصغير، ومصاريف جهازها وأقساطه قاطمين وسطي أنا وأبويا»، حسب ما يحكيه نجل «معبد».
يعملان 12 ساعة يوميًا بخلاف وقت التجهيزات
يعمل الأب ونجله على عربة الفول كل يوم باستثناء الجمعة، من الساعة الرابعة فجرًا، وحتى الرابعة عصرًا، بخلاف ساعات العمل التي يقضيها ليلًا في تجهيز الفول وتسويته والسلطات المرافقة له، وحالهم مثل حال الكثيرون من المكافحين في هذه الحياة، تواجدوا على عربتهم وسط الأمطار والطقس السيء: «المطرة والسقعة مش هما بس اللي بنعاني منهم، إحنا بنحارب الظروف الصعبة والزمن وحاجات كتيرة أقلها المطرة والسقعة، محدش بيموت من البرد، بس الناس بتموت من الجوع ومن الأقساط، عشان كدا ببنزل في المطرة وحتى لو جايبة سيول بنتوكل على الله ونشوف شغلنا».
الأب ونجله يحلمان بمطعم
يحلم «معبد»، بأن يفتتح في يوما من الأيام مطعمًا للفول، بدلًا من تلك العربة التي أنهكه اللف بها في الشوراع، بعد أن يساعد أولاده على إكمال تعليمهم الذي حرم منه، ويزوجهم بعد ذلك ويطمئن على كلا منهما داخل منزله إلى جوار نصفه الثاني بتلك الحياة، أما نجله فيحلم بأن يكمل طريق والده بعربة الفول، وأن يوسع من هذا النشاط بشكل أكبر حتى يستطيع أن يساعد والده في أحلامه، ويحول عربة الفول إلى مطعم كبير.