شاب في منتصف الثلاثينات من عمره، ولد دون عينين ولا أصابع، ليعيش حياته كلها بلون واحد فقط، تعرض للتنمر بكلمات اخترقت قلبه، لم ييأس أو يستسلم لما سمعه، أتم حفظ القرآن كاملاً وعمره 16 عامًا، حياة بائسة تخطاها أحمد جمعة بدراسة القراءات الكاملة للقرآن الكريم لمدة 9 سنوات، وفشل في إكمال التعليم الجامعي بسبب عدم توافر أحد ليكتب مكانه في الامتحانات.
يحكي «أحمد» لـ«» أنه عانى كثيرًا بسبب إعاقته التي تسبب في التنمر عليه، فالبعض كان يخاف منه، وآخرون ينادونه «يا أعمى»، مشيرًا إلى رحلته التي بدأت مبكرًا مع أحد الشيوخ، الذي ساعده في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، عن طريق تلقينه للآيات، وبعدها بدأ في الالتحاق بمعهد القراءات، مضيفًا: «لما الأطفال بيقعدوا معايا كانوا بيخافوا مني، وكانوا بيقولوا لي يا أعمى بس أنا برد عليهم وبقولهم حسبي الله ونعم الوكيل، وأنا راضي باللي ربنا ابتلاني بيه، وحفظت القرآن في 10 سنوات».
فشل «أحمد» في إكمال تعليمه
بعد 9 سنوات دراسة بمعهد القراءات، التحق «أحمد»، بكلية علوم القرآن الكريم في طنطا عام 2010، وحضر الترم الأول كاملاً لمدة 3 أشهر، وقبل أيام من موعد امتحاناته، سافر إلى محل نشأته بمدينة أبو قرقاص بمحافظة المنيا، بسبب عدم وجود مَن يساعده على الكتابة: «حضرت شهر 9 و10 و11 عام 2010، وبعد كده جيت البلد لأني مالقتش حد يساعدني ويكتبلي في الإمتحانات، وقولت أكتفي بالشهادة اللي معايا، وحلمي إني أبقى مؤذن في المسجد أو مقيم شعائر».
والدته: الناس عايروني بيه
هانم إبراهيم، والدة «أحمد»، تروي لـ «» أنها ولدته بواسطة «الداية»، ولم تذهب للطبيب إلا بعد 5 أيام من ولادته، وأخبرتها إحدى الطبيبات بمستشفى الرمد بمحافظة المنيا، أنه يعاني من عيب خلقي، مما جعلها تصاب بصدمة عصبية: «قعد شهور بين الدكاترة، وعملوله عملية وشالوا القرنية والعين قفلت، ربنا ساعدني كبرته وعلمته، وأقرب الناس ليا كانت بتعايرني بيه، بس ربنا كرمه ووفقه ونجح».