تحريك اللسان بتتابع وبسرعة كبيرة مع إخراج الهواء من الحلق بقوة ليصدر صوتًا عاليًا يعرف بالـ«زغروطة»، هي عادة متوارثة وتقليد قديم تختص به النساء في الأفراح والمناسبات السعيدة، منذ سنوات طويلة، وليس كل فرد يستطيع إصدار زغروطة ببراعة، فتخيل أن تتحول العادة إلى وظيفة وعمل براتب شهري.
هكذا أعلن أحد محال ومعارض المجوهرات بالقاهرة، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»؛ إذ أعلنت في منشور عن حاجة المعرض لوظيفة «مزغرطة» بمرتب مجزٍ وحوافز، كما طلب الإعلان أن تجيد المتقدمة للوظيفة اللغة الإنجليزية، ويفضل خريجي مدارس اللغات، ما تسبب في انتشاره بشدة، وتفاعل معه الكثيرون.
الإعلان كان غرضه الدعابة
كان غرض الإعلان هو الدُعابة فقط والمزاح مع جمهور المعرض، وفقًا لما أكده محمد السيد، مدير تسويق معرض المجوهرات، راويًا لـ«»، حكايته وسبب عرضه: «بنشوف دائمًا عروسة في خطوبة مفيش حد من أهلها أو أصدقائها بيعرف يزغرط، وبتكون زعلانه ومتضايقه إن مفيش حد يزغرط لها، وتكرار الموقف خلانا نفكر نعمل الإعلان كنوع من أنواع الدعاية والهزار على الصفحة».
دائمًا ما تستهدف صفحة المجوهرات المنشورات الهزلية على منتجاتها، بحسب مدير التسويق: «بنتكلم باللغة العامية وبنتفاعل وبنهزر مع الزبائن على الصفحة»، لكنه لم يكن يتوقع نهائيًا أن يرى كم الإقبال الكبير على الإعلان.
هاتف «السيد» بيزغرط من الرسائل
ما يقرب من 2000 رسالة أُرسلت إلى تطبيق المحادثات «واتساب» بعد إرفاق رقم هاتف للتواصل مع من يرغب في الوظيفة، جميعها أرسلوا تسجيل صوتي قصير لـ«زغروطة»، مطالبين بمعرفة باقي التفاصيل عن العمل، يقول «السيد»: «التليفون بقى بيزغرط من كتر رسائل الواتساب والتسجيلات اللي فيها زغاريط».
ولا يخدع «السيد» طالبي الوظيفة، بل يبلغهم أن الإعلان كان على سبيل الدعابة والمزاح فقط، وليس حقيقًا، مؤكدًا أنهم يفكرون في يوم من الأيام أن يكون هناك بالفعل وظيفة «مزغرطة» لديهم: «عرفت بعد الإعلان إن في أماكن فعلًا موظفة بنات للزغروطة بس، وكنت متوقع إن الإعلان ينتشر بس مش في المدة القصيرة دي».