بدلا من كونها حضن دافئ يضم التلاميذ إليه، وجعلهم في حالة حب ما تشرحه لهم، تجردت مُدرسة من إنسانياتها، وأمسكت العصا لتضرب طفلة عمرها 11 عامًا، ووجهت إليها ضربات متفرقة على جسدها كله، بسبب عدم معرفة جنة محمد، الإجابة عن سؤال في مادة الدرسات، في أثناء حضورها درس خصوصي مع إحدى المدرسات، بحسب حديث هدى أبو ستة، والدة التلميذة، لـ «».
تحكى «هدى» أن ابنتها تذهب لحضور الدرس يوم الاثنين والجمعة من كل أسبوع، لكن في الفترة الأخيرة، كانت «جنة» تعاني من مشكلات في أسنانها، وتذهب كل يوم اثنين من كل أسبوع إلى طبيبة الأسنان، فتضطر للغياب عن حضور الدرس الخصوصي، وعندما تعود يوم الجمعة تسألها المدرسة عن ما شرحته الحصة الماضية، مضيفة: «المدرسة دي بتدرس عربي في المدرسة، بس بتعطي دروس في أغلب المواد للابتدائي وأولى إعدادي، وبنتي بتاخد معاها دروس 6 ابتدائي لأنها قريبة من بيتنا، ولما بدأت تتخانق كتير مع بنتي عشان مابتعرفش تجاوب، اضطريت أروحلها وأقولها تتعامل كويس مع البنت، أو تغير ميعاد الدرس بتاعها».
كلمات مؤثرة من الطفلة
بعد ذهاب الأم للحديث مع المعلمة، قررت أن تخرج غضبها على الطفلة، فالكعادة لم تقدر على الإجابة عن السؤال، فانهالت المُدرسة عليها بالضرب قائلة: «عشان تبقي تشتكي لأمك»، بحسب حديث «هدى»، لافتة: «بنتي قعدت تقولها كفاية ارحميني، وهي تضربها على ضهرها بإديها وبالعصا».
الأم تتهم المعلمة بالضرب والتعذيب
يوم الجمعة الماضي، عادت «جنة» من الدرس في الساعة الرابعة وربع عصرًا، ولم تخبر والدتها بشئ حتى لاحظت «هدى» الآلام الظاهرة على ابنتها، وشاهدتها وهي تضع ثلجًا لتخفف التعب عنها، وحكت للأم القصة كاملة: «البنت فضلت ساكتة ماتقولش حاجة لحد بليل، عشان خايفة عليا من إني أروح أتخانق معاها، ولما عرفت تاني يوم روحت عملت محضر رقمه 7785 في قسم إدكو بالبحيرة، واهتمت المدرسة بالضرب والتعذيب، وكمان عملت تقرير طبي والمحضر اتحول للنيابة».