«عزيزي الأخ أبو بكر، أبعث إليك بتحياتي وأشواقي الزائدة وبعد، أظنك مسرورًا من هزيمة الأهلي للزمالك 4-1 في مباريات الدوري الممتاز، وأي سرور يا أخي».. بتلك الكلمات التي تضمنت تهنئة بطعم اللوم، بعث مشجع زملكاوي لصديقه رسالة يعاتبه على الشماتة فيه بعد هزيمة النادي الأهلي لنادي الزمالك، والغريب في الأمر أيضًا أن تلك الرسالة الكتابية عمرها 61 عامًا، ومازالت شاهدة على هذا الموقف.
الرسالة المكتوبة بخط اليد، عثر عليها حسام علوان، منتج سينمائي وهاوي جمع المقتنيات القديمة، ويحكي في حديثه لـ«»، أن أحد الأشخاص كان يعرض مجموعة من الخطابات كنموذج للبيع ولفت نظره تلك الرسالة: «حسيت أن الرسالة عايزة توصل حاجة معينة وجمعت بين العتاب بشكل لطيف وبرضه التهنئة بالفوز رغم الصراع التاريخي بين الناديين، محتوى الرسالة شعبي جدا وبيهم فئات عريضة من المجتمع، وطول الوقت الواحد بيشوف حالة من التناحر بين الجماهير».
اعتبر هاوي المقتنيات القديمة، تلك الرسالة وثيقة اجتماعية توثق حالة المشاحنات بعد كل مباراة بين الأهلي والزمالك باعتبارهما أقدم ناديين في مصر: «صاحب الرسالة أخد الهزيمة بروح رياضية واتكتبت في 22 نوفمبر 1960، لما شوفتها كانت ضمن مجموعة من الرسايل، وده شغل مكنش موجود أن الناس تعرض رسايل للبيع، يمكن زمان كانوا بيعرضوا الأظرف أو الطوابع، ومؤخرًا بقوا بيبيعوا الأظرف بالجوابات».
كلمات الرسالة احتوت أيضًا على الآتي «أنا أعذرك لأنها أول مرة يفوز فيها الأهلي على الزمالك وسوف تكون الأخيرة بإذن الله، لأن هذا تشجيع من الزمالك للأهلي في هذا الموسم، حتى لا ييأس كما يأس في الموسم الماضي، أما عن الخمسين قرشاً فأنا عند وعدي لأني متأكد من فوز الزمالك واحتفاظه بالدوري بإذن الله».
أراد «حسام» أن يوصل الشحنة العاطفية التي وصلت إليه بحالة التناغم والتشاحن أيضا الغريبة في الرسالة إلى أصدقائه: «حسيت إني لو نقلت الشحنة العاطفية دي لحد هيكون تأثيرها إيجابي».