فحص جيني أجرته فتاة مصرية تُدعى تريفينا باسيلي وتقيم في أستراليا لمعرفة أصل سلالتها بواسطة إحدى الشركات المتخصصة، لتكتشف مفاجأة كبيرة حول أصولها وجذورها، حيث تنتمي جينيا وراثيا للحوض المصري الفرعوني القديم من العصر الصاوي، حيث تتشابه في الملامح والجينات وبنسبة تطابق كبيرة مع المصريين القدماء دون أي أصول أخرى، سواء أوروبية أو إفريقية، كما تبين أنها امتداد مباشر لمومياوات العصر الصاوي.
ما هو العصر الصاوي الذي تنتسب إليه تريفينا؟
وعقب تداول القصة على نطاق واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بات السؤال الذي شغل بال الكثيرين، هو قصة العصر الصاوي الذي تنتسب إليه تريفينا، إذ يعرف هذا العصر بعصر النهضة ومن أهم ملوكه، بسماتيك الأول والثاني والثالث، وأحمس الثاني.
العصر الصاوي بحسب كتاب لمحات من الدراسات المصرية القديمة للدكتور باهور لبيب، هو العصر التاسع من التاريخ القديم، ويطلق عليه أيضًا عصر النهضة المصرية وعصر الأسرة السادسة والعشرين، فيما أطلق عليه الدكتور «باهور»، عصر وحدة مصر الرابعة لأنّ بسامتيك كان في أول الأمر أميرًا على سايس «صا الحجر» من قِبل الأشوريين، إلا أنّه عمل على التخلص من حكم الأشوريين فاستمال باقي الأمراء إليه وجلب الكثير من الجنود المرتزقة من الإغريق وقبل المساعدة التي قدمها له ملك ليديا الذي كان يريد هو أيضًا التخلص من سيادة الأشوريين.
وحوالي سنة 663 قبل الميلاد تمكّن بسامتيك من طرد الحامية الأشورية، ثم إخضاع الأمراء الآخرين مُستعينًا ببعضهم على البعض الآخر، حتى استقل بمصر وأعاد إليها وحدتها الرابعة واعتلى عرش مصر باسم الملك بسامتيك الأول، وخلفه ابنه نخاو ونهج نهجه وأعاد إلى مصر مجدها ثوم تولى الحكم بعدها الملك أحمس الثاني.
وفي عهد بسامتيك الثالث آخر ملوك هذه الوحدة أي حوالي سنة 525 قبل الميلاد تغلب قمبيز ملك الفرس على مصر.
وقال الشيخ طنطاوي الجوهري في كتابه «الجواهر في تفسير القرآن الكريم» إنّ تاريخ الدولة القديمة ينحصر في ثلاثة عصور هي العصر الصاوي والعصر المنفي والعصر الهراقليوبولوتيني، لافتًا إلى أنّ العصر الصاوي تنحصر فيه الأسرتان الأولى والثانية من سنة 5000 إلى سنة 4450 ق.م، وهو يبدأ بالملك مينا رأس الفراعنة الذي جمع تحت سلطانه الوجهين البحري والقبلي، وجعل عاصمة ملكه تانيس أو طينة البربة بجوار جرجا حيث توجد قبور الملوك الأولين.
ويبدأ العهد الصاوي من سنة 720 إلى سنة 340 ق.م، وفي هذا العهد كانت مصر في حاجة شديدة إلى الوئام والوفاق لاتقاء شر الدول المتغلبة ومقاومة الأمم التي كانت استولت عليها، لأنّ هذه الأمم كانت نهضتها لتحريرها وخروجها من نهر العبودية، ولكنها انقسمت على نفسها وفشا فيها داء التخاذل والتنافر، حتى تنقلت العواصم ما بين تانيس المعروفة بصا الحجر بمديرية الغربية وتل بسطة بمديرية الشرقية، ونتج من هذا الانقسام في مصر أن استولى الآشوريون عليها، وبهم ابتدأت الأسرة الخامسة والعشرين من سنة 715 إلى سنة 666 ق.م.
ملوك العصر الصاوي
ثم جاء الصاويون وهم ملوك الأسرة السادسة والعشرين من سنة 666 إلى سنة 525 ق.م فأخرجوا الآشوريين من مصر واستولوا عليها، وفي عهدهم أصاب مصر من الضعف والوهن ما أصابهم عقب حكم الملك بسامتيك والملك نخاو، واستولى عليها الفرص وخضعت لهم سنة 522 ق.م، ثم جاء النقتانبيون وهم ملوك الأسرة الثلاثين من سنة 378 إلى سنة 340 ق.م، فنالت مصر على يدهم الحرية، ولكنها لم تلبث قليلًا حتى استولى عليها إسكندر المقدوني سنة 332 ق.م وقد اتفق المؤرخون أنّه من هذا العهد لم يحكم مصر واحدًا من بنيها، وهكذا الشأن في كل أمة يسود فيها الانقسام ويروج فيها التنافر والتخاذل، وكل نزاع نتيجة الفشل، وكل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب، وانتهت الجوهرة الأولى.
وملوك تلك الحقبة هم: «بسماتيك الأول، وتف ناخت الثاني (380-362 ق.م)، نكاو با (678-672 ق.م)، نخاو الأول (672-664 ق. م)، بسماتيك الأول 664 – 610 ق. م)، نخاو الثاني 610- 59 ق.م5)، بسماتيك الثاني 595 – 589 ق.م)، وح إب رع (589-570 ق.م)، أحمس الثاني (570-526 ق.م)، بسماتيك الثالث 526-525 ق.م».