ركاب الغواصة تيتان
أعلنت قيادة خفر السواحل الأمريكية، تحطم الغواصة المفقودة «تيتان» بعد اكتشاف حطامها في قاع المحيط الأطلسي، على مقربة من سفينة تيتانيك، ومصرع جميع من كانوا على متنها، وهم الغواص الفرنسي بول هنري نارجوليه، والملياردير الباكستاني شاهزادة داود وابنه سليمان، وهاميش هاردينج، رجل الأعمال البريطاني المقيم في الإمارات، وستوكتون راش، الرئيس التنفيذي ومؤسس لشركة Ocean Gate التي قادت الرحلة، ما جعل كثيرون حول العالم يتساءلون عن هؤلاء الركاب وسبب تواجدهم داخل الغواصة.
معلومات عن ركاب الغواصة «تيتان»
ووفقًا لِما ورد في «BBC NEWS»، فقد تواجد على متن الغواصة «تيتان» التي تحطمت داخل أعماق المحيط الأطلسي خلال رحلة استكشافها لحطام سفينة، تيتانيك الغواص الفرنسي بول هنري نارجوليه، صاحب الـ77 عامًا، وهو غواص سابق في البحرية الفرنسية، لُقب بـ«السيد تايتانيك»؛ لكونه قضى وقتًا أطول في حطام سفينة تيتانيك أكثر من أي مستكشف، بعد ما كان جزءًا من أول رحلة استكشافية لزيارتها في عام 1987.
وتعيش زوجة «هنري» الفرنسية في ولاية كونيتيكت، بينما يعيش أطفاله خارج فرنسا، كما عمل هو مديرًا للبحوث تحت الماء في شركة تمتلك حقوق حطام تيتانيك، كما أشرف على استعادة آلاف القطع الأثرية من السفينة، كان أبرزها «القطعة الكبيرة»، وهي جزء يبلغ وزنه 20 طنًا من هيكل القارب.
بطلًا خارقًا في فرنسا
ووفقًا لِما قاله المتحدث باسم عائلة الغواص الفرنسي لـ«رويترز»، فإن بول هنري نارجوليه قبل صعود الغواصة «تيتان» بوقت قصير، كان يتطلع إلى رحلة استكشافية العام المقبل لانتشال الأشياء من الحطام: «لقد كان بطلًا خارقًا لنا في فرنسا، ويعتبر هو المتخصص العالمي في تيتانيك وتصورها وحطام السفينة وقد غاص في أربعة أركان من العالم».
كما تواجد على متن الغواصة «تيتان» قبل تحطمها ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة Ocean Gate التي قادت الرحلة وتدير رحلات تيتانيك، صاحب الـ61 سنة، الذي كان مهندسًا متمرسًا، صمم في وقت سابق طائرة تجريبية وعمل على سفن صغيرة أخرى مغمورة، وفي عام 2009 أسس شركة Ocean Gate مُقدمًا للعملاء فرصة لتجربة السفر في أعماق البحار، ما جعلها تتصدر عناوين الصحف العالمية في عام 2021 عندما بدأت في تقديم رحلات إلى موقع حطام سفينة تيتانيك.
رحلة حول حطام سفينة تيتانيك 250 ألف دولار
وبلغ سعر الرحلة التي أتاحتها شركة Ocean Gate لعملائها للغوص حول حطام سفينة تيتانيك 250 ألف دولار، يسافر خلالها المشاركون حوالي 370 ميلاً (595 كيلومترًا) على متن سفينة أكبر إلى المنطقة فوق موقع الحطام، على أن يستخدموا بعدها غواصة بحجم شاحنة تُعرف باسم تيتان لمدة 8 ساعات نحو حطام سفينة تيتانيك، وهي الغواصة التي تحطمت خلال الأيام الماضية، وفي حديث سابق لـ«ستوكتون» مع صحيفة «نيويورك تايمز» في عام 2022، برر ارتفاع ثمن الرحلة، موضحًا أنه يعتبر جزءًا بسيطًا من تكلفة الذهاب إلى الفضاء وإنه مكلف للغاية بالنسبة للشركة للحصول على هذه السفن والذهاب إلى هناك موقع حطام تيتانيك.
كما كان المغامر ورجل الأعمال البريطاني هاميش هاردينغ، الذي يعيش في دبي على متن الغواصة «تيتان»، وهو صاحب شركة ووكالة للطائرات الخاصة في دبي تحمل اسم «Action Aviation»، وتميز بحبه وشغفه برحلات الاستشكاف؛ إذ زار القطب الجنوبي عدة مرات، كما سافر إلى الفضاء في عام 2022 على متن رحلة بلو أوريجين الخامسة المأهولة، حتى حصل على ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة «جينيس»، منها قضاء أطول وقت في عمق المحيط الكامل في أثناء الغوص في أعمق جزء من خندق ماريانا.
ووفقًا لِما قاله «هاميش» خلال حواره لمجلة «Business Aviation Magazine» عام 2022، فإنه نشأ في هونغ كونغ، وتأهل كطيار في منتصف الثمانينيات أثناء دراسته في كامبريدج، وأنشأ شركته للطائرات بعد جني الأموال من البرامج المصرفي: «غطسة تيتانيك كان من المفترض أن تتم في يونيو 2022 لكنها تأخرت لأن الغواصة تضررت للأسف أثناء غوصتها السابقة، ولم ينجم عن الحادث إصابة أحد».
ميله لرحلات الاستكشاف
وعن حبه لرحلات الاستشكاف التي من الممكن أن تعرض حياته للخطر، أوضح رجل الأعمال البريطاني هاميش هاردينغ، أن جميع الأخطار محسوبة بدقة من البداية: «وجهة نظري هي أن هذه كلها مخاطر محسوبة ومفهومة جيدًا قبل أن نبدأ».
الملياردير الباكستاني شاهزادة داود وابنه
كما حمل متن الغواصة «تيتان» الملياردير الباكستاني شاهزادة داود، صاحب الـ48 سنة، وابنه «سليمان» صاحب الـ19 عامًا، وعاش الأب «شاهزادة» قبل وفاته مع زوجته كريستين وطفله الآخر ألينا في سوربيتون جنوب غرب لندن، كما أنه عمل نائبًا لرئيس التكتل الباكستاني إنجرو كوربوريشن، وهي شركة أسمدة كبيرة.
ودرس «شاهزادة» في فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية وجامعة باكنجهام بإنجلترا وتخرج عام 1998، وعمل مع مؤسسة «داود» التابعة لعائلته، بالإضافة إلى معهد «SETI»، وهو منظمة بحثية مقرها كاليفورنيا تبحث عن حياة خارج الأرض، كما تميز بحبه للعمل الخيري، إلى جانب اهتمامه باستكشاف مختلف الموائل الطبيعية، وهو ما أوضحته عائلته في تصريحات صحفية سابقة.
خوف الابن من الرحلة
وعن الابن «سليمان» فقد كان طالبًا في جامعة ستراثكلايد في غلاسكو، وكان قبل وفاته أنهى عامه الأول في كلية إدارة الأعمال بالجامعة، وعلى الرغم من شعوره بالقلق والرعب الشديد من رحلة استكشاف حطام سفينة تيتانيك على متن الغواصة «تيتان»، إلا أنه أراد إرضاء والده، وفقًا لحديث عمته لشبكة «إن بي سي نيوز».