| معلومات عن علي الكسار بمناسبة ذكرى وفاته.. عمل سروجي وطباخ

كوميديان من طراز خاص، طلّ على جمهوره بشخصيته المميزة وخفة ظله، اعتقد البعض أنّه ينتمي إلى أصل نوبي بسبب إتقانه الشديد للهجة النوبية في بعض أدواره، ولكنه لم يمكن نوبي الأصل ولا أسمر اللون، بل كان يحرص على صبغ وجهه بخلطة يصنعها هو بنفسه قبل أن يطل على جمهوره كل ليلة في شخصية «عثمان عبد الباسط»، إنه الفنان علي الكسار الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.

علي الكسار ليس اسمه الحقيقي

الفنان علي الكسار ولد في 13 أبريل 1887 في حي السيدة زينب، ألحقه أبوه بالكتاب وسرعان ما تركه دون أن يتعلم شيئًا، واستهوته الحياة الشعبية في حي السيدة زينب والبقاء في البيت إلى جوار أمه يستمع إلى حكاياتها، فأطلقوا عليه اسم «علي الكسار» وهو اسم جده لأمه بدلًا من اسمه الحقيقي «علي خليل سالم»، ونشأ رقيق الحال وعمل سروجي في بداية حياته، وصبيًا في مطعم صغير وتعلم صناعة الطبخ وأصبح ماهرًا في إعداد الطعام وكانو ينادونه بـ«الأسطى علي»، ولما كان الفن بمستواه الشعبي دخل إلى دم الصبي، كوّن فرقة من صبيان المحل تقدم لونًا من الكوميديا أقرب إلى التهريج، وفقا لما رواه في لقاء صحفي نادر مع زكي طليمات.

الفنان الراحل علي الكسار لم يتح له أي قسط من التعليم الجاد، فظل أميًا لا يقرأ ولا يكتب حتى نهاية حياته في 15 يناير 1957، إلا أنّ أمية القراءة والكتابة لم تقف حاجزًا دون النبوغ في التمثيل، إذ تبلور مسرحه في بوتقة ثورة 1919، فانحاز المسرح إلى الشعب، إذ كانت طفولته في الحي الشعبي حي السيدة زينب، وصباه في باب الخلق، ثم استقر المقام به في حي شبرا، وحاول أن يرفع المستوى الفني ولكنه حافظ على شعبيته.

«الكسار» ينافس «نجيب الريحاني»

ابتكر علي الكسار شخصية «البربري المصري» عثمان عبدالباسط النوبي الطيب، لينافس نجيب الريحاني في شخصيته «كشكش بك» عمدة كفر البلاص، وشخصيته لاقت رواجًا كبيرًا عند رواد المسرح، إذ صور علي الكسار تلك الشخصية في مسرحياته الهزلية خير تصوير وأداها أجمل أداء، فكان هو عماد تلك المسرحيات.

مسرح الكسار في شارع عماد الدين، وصفه النقاد بأنّه قطعة من أرض فضاء مسقوفة بالقماش مفروشة بالرمل وقد رصت عليها الكراسي وفي آخرها مسرح، وكان الجمهور يملًا هذا المسرح المزعوم كل مساء بعد أن يشتري تذاكر الدخول من السوق السوداء بأضعاف ثمنها الأصلي ليشاهد عثمان عبدالباسط وقد خرج فجأة إلى النور يمثل شخصية «البربري» الذي يضحك ويسخر من سلوك الناس فيضحك المشاهدون من أنفسهم، وأطلق على هذا المسرح «مسرح ماجستيك» واسم الفرقة «جوقة أمين صدقي وعلي الكسار»، إذ ذكر «الكسار» لصديقه «زكي طليمات» أنّ ربحه في العام الواحد كان يصل إلى 16 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير جدًا بمقياس ذلك الزمان.