| معيدة الـ60 فأرا بعد الحكم على زميلها بالحبس والغرامة: ربنا رجعلي حقي

60 فأر تجارب كانت المشروع البحثي للدكتورة هاجر محمد بربري، تُجري عليها بعض الأبحاث للحصول على رسالة الماجيستير بجامعة جنوب الوادي، وذلك قبل قتلها على يد أحد زملائها بمادة «الفورمالين» السامّة، انتقامًا منها لتعطيلها في الحصول على الدرجة العلمية التي ترجوها. 

نفوق الفئران بسبب مادة الفورمالين السامة

ويروي محمد أحمد عباس، محام الدكتورة هاجر بربري المعيدة بكلية الطب البيطري بجامعة جنوب الوادي، لـ«» أنّ موكلته كانت تعد بحثا على المواد الحافظة التي يُجرى إضافتها على المواد التجميلية والتي يمكن أن تتسبب في الإصابة بمرض السرطان على عدة فئران للتجارب واستوردت المادة الفعّالة من ألمانيا وحقنتها للفئران التي تتمتع بكامل صحتها الجسمانية: «دكتورة هاجر بعد ما حقنت الفئران اكتشفت فعلًا إنّ المادة البحثية بتسبب السرطان».

وقبل فترة قليلة من مناقشة رسالة الماجسيتير وتحديدًا في شهر يناير 2021 اكتشفت المعيدة بكلية الطب البيطري، أنّ فئران التجارب التي أجرت عليها عمليات البحث والبالغ عددها 60 فأرًا في حالة إعياء شديد، ثم نفوقها جميعًا بعد أيام قصيرة، وعند تشريحها من قِبل الجامعة، فوجئت «بربري» بوفاة الفئران بسبب مادة الفورمالين السامّة، بحسب حديث المحامي، الذي أكد أنّ تكلفة مجموع الفئران بلغت نحو 3000 جنيه.

وطالبت الدكتورة هاجر، بمراجعة الكاميرات للوقوف على أسباب نفوق فئران التجارب، نظرًا لأنّ المادة الفعّالة التي جرى حقنها بها لا تسبب الوفاة، إذ يقول محام الأولى: «الدكتورة هاجر شكّت إن الفئران ماتت بفعل فاعل، ولما فرغت الكاميرات اكتشفت إن زميلها المعيد هو آخر واحد داخل المعمل برغم إنه موقوف قيده ومالوش مادة بحثية يشتغل عليها، وكمان لما دخل المعمل سأل زميلة جوه فين المادة البحثية بتاعة دكتورة هاجر».

لم يكن سلوك المعيد تجاه الدكتورة هاجر هو الأول من نوعه، بل سبق وأن تعمّد طردها قبل ذلك من أحد السكاشن نظرًا لتفوقها عليه في الدرجة العلمية: «زميلها ده معيد وأقدم منها بس تم وقف قيده أكتر من مرة وخد مجلس تأديب بسببها لما طردها من السيكشن قبل كده، والدكتورة هاجر سابقاه في الدرجة العلمية فهو كان شايف أنها خدت حقه»، بحسب المحام محمد الشاذلي.

المعيدة تقدمت بشكوى إلى رئيس مجلس الجامعة

بعد تأكد الشكوك لدى المعيدة بكلية الطب البيطري، تقدمت بشكوى إلى رئيس مجلس الجامعة يوسف الغرباوي، لتنتهي الشكوى باكتشاف وجود مادة الفورمالين داخل مكتب المعيد واعترافه بتملكّها، وجرى إرفاق التقرير بالشكوى، وأمر رئيس الجامعة بنقل هذه الشكاوى المُقدمة ضد المعيد إلى النيابة العامة والإدارية، وبعد إجراء التحقيقات وسماع الشهود، توصلت التحريات إلى صحة ما جاء على لسان الشاكية، إلا أنّه جرى حفظ المحضر لـ«تفاهة الضرر» بحسب ما أفاد وكيل النيابة للمحامي.

«دكتورة هاجر كانت خايفة تروح الكلية، لما هو موّت الفئران خافت يموتها هي كمان»، بحسب حديث المحام، والذي أكد أنّ «هاجر» استغرقت نحو عامًا ونصف العام في إجراء البحث حتى تتمكن من مناقشة رسالة الماجيستير والحصول على الدرجة العلمية، وقبل أيام من مناقشتها للرسالة تسبب زميلها المعيد في إعاقة مستقبلها العلمي.

الدكتورة هاجر: ربنا رجعلي حقي بعد تعب سنة ونصف

بعد حفظ المحضر، تقدّم المحامي بتظلم إلى مستشار المحامي العام، والذي وجّه أمرًا إلى النيابة الجزئية بفتح تحقيقًا قضائيًا «سؤال وجواب» وطلب إجراء تحريات تكميلية وجرى استدعاء الدكتورة هاجر لسماع أقوالها: «بعد المحضر ده سيبناها على الله وقلنا خلاص زي ما تيجي تيجي، وبعدين عرفنا من الصحف إنّ المعيد اتحكم عليه في جلسة يوم السبت 25 يونيو بتهمة تسميم حيوانات مستأنسة وخد عقوبة حبس 6 أشهر وكفالة 50 جنيه والمصاريف وكان حاضر عنه محامي بتوكيل، وخد كمان جزاء إداري في الكلية بوقفه عن العمل 3 شهور» بحسب المحامي محمد الشاذلي.

وعقب الحكم على المعيد، قالت الدكتور هاجر بربري لـ«»: «كل اللي أعرفه إنّ ربنا رجعلي حقي بعد تعب سنة ونص، والقضاء وقيادة الجامعة ليهم الفضل الأكبر بعد ربنا في ده».