تحل اليوم الذكرى الثامنة والأربعون للقيام بأقوى بث لاسلكي إلى الفضاء بواسطة تلسكوب «أريسيبو» الراديوي في «بورت ريكو» عام 1974، بهدف التواصل مع كائنات فضائية ذكية إن كانت موجودة، فالكرة الأرضية من المحتمل ألا تكون الكوكب الوحيد الذي توجد عليه حضارة ذكية.
وبحسب المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإنّه في ذلك الوقت تصاعدت الأصوات لرفض هذه المحاولة حتى لا ينكشف موقع كوكب الأرض للحضارات الفضائية المجهولة، فيما لفت الخبراء إلى أنّ فرصة التقاط تلك الرسالة ضئيلة جدًا من قِبل أي كائنات فضائية.
الاستماع إلى الرسالة الراديوية
وأضاف «أبو زاهرة»، خلال منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنّ بث الرسالة الراديوية كان بسيطًا للغاية، ومدتها لم تتعد الثلاث دقائق، وتضمنت بعض المعلومات الأساسية عن الجنس البشري، كما شرحت العناصر الأساسية الموجودة على الأرض، وتركيب الحمض النووي البشري، كما تضمنت أيضًا بعض الرسومات التوضيحية للنظام الشمسي والجسم البشري وتلسكوب أريسيبو الراديوي.
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، فإنّ هذه الرسالة اللاسلكية لا تزال تسبح في الفضاء، إذ لم يمضِ على إطلاقها سوى 48 عامًا من أصل رحلة طويلة مدتها 13 ألف عامًا، حتى تصل إلى عنقود النجوم «ميسييه 13»، الذي يتكون من 300 ألف نجم.
الإشارة أطلقت على ذبذبة قدرها 2380 ميجاهرتز
ويقول رئيس الجمعية الفلكية، إنّ الرسالة جرى تحويلها في ذلك الوقت إلى ذبذبات صوتية مسمعة، وأُذيعت حينها عبر سماعات تم وضعها خصيصًا للجمهور الذي حضر الاحتفال بإطلاق تلك الرسالة، وبمجرد سماع الحاضرون للترجمة الصوتية، خرج الكثيرون بشكل تلقائي من القاعة التي تجمعوا فيها لتأمل التلسكوب، علمًا بأنّه إذا عُثر على أي تلسكوب يُشبه المسمى بـ«أريسيبو» الراديوي في أي مكان بمجرة درب التبانة فإنّه من الممكن أن يلتقط الإشارة.
الإشارة التي جرى إطلاقها كانت على ذبذبة قدرها حوالي 2380 ميجاهرتز، واشتملت على المعلومات في صورة شفرة من الآحاد والأصفار، مع مراعاة التمييز بينها في بث الرسالة من خلال تغيير الذبذبة بين الآحاد والأصفار بمقدار حوالي 10 هيرتز، إذ تشبه هذه الطريقة الأسلوب المستخدم في مودم الكمبيوتر لإرسال الإشارات عبر خط الهاتف.
وأشارت الجمعية الفلكية إلى أنّ هذه الرسالة صُممت بحيث إذا جرى ترجمة الآحاد إلى نقاط والأصفار إلى مسافات فارغة، يمكن أن تُشكل الرسالة لوحة رمزية.