| مغتربون يفتقدون اللمة والأجواء: «رمضان في مصر حاجة تانية»

شعور بالحنين للوطن يتخلله فقدان لجلسة الأصدقاء ولمة الأهل، خاصة على مائدة الإفطار، يحاول تعويضه أحمد سليمان، باحث في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بوكالة الفضاء «ناسا»، بلقاء المصريين والعرب في أول يوم من الشهر الكريم، لتناول الإفطار معًا داخل أحد المساجد المشهورة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

يحكي «أحمد» أنه يفتقد مصر وطقوسها خلال شهر رمضان، أهمها صلاة التراويح في الحسين، وخروج الأصدقاء لشارع المعز، ولمة العائلة ودفء الأسرة، لافتًا إلى أنه يحاول تعويض ذلك بإعداد أشهر الأكلات المصرية ومشاركتها مع باقي المسلمين من مختلف الدول مثل البط والفراخ والمحشى وأصناف الحلوى وأشهرها الكنافة والقطايف.

«أحمد» شارك طفليه تعليق الزينة

«كل واحد هنا بيعمل الأكل اللي بلده مشهورة بيه، ويجيبه ناكل سوا، وفيه أسر مصرية كتيرة بتحرص على تناول الأكل المصرى طول الشهر»، بحسب المهندس «أحمد»، مشيرًا إلى أنه لم يقضِ رمضان فى مصر منذ 6 سنوات، ويشتاق إليها ولعائلته: «رمضان في أمريكا مختلف عن مصر، بحبه في بلدي عشان اللمة والأهل والأصدقاء، والحاجات الجميلة اللي بنعشقها هناك ومش موجودة هنا».

يعيش «أحمد» برفقة زوجته وطفليه «نوح وهارون»، عامين و4 سنوات، يحرص على تحفيظهما القرآن واصطحابهما إلى المسجد، والشعور بأجواء الشهر الكريم: «بعتنا جبنا زينة وفوانيس من مصر، وعلقناها في البيت، وبنشغل أغاني رمضان، وإذاعة القرآن الكريم، خاصة صوت الشيخ محمد رفعت».

يستعد «أحمد» للإفطار مع أصدقائه المصريين والعرب والمسلمين من مختلف الدول، موضحًا أنها فرصة للتعرف على المسلمين من دول وثقافات مختلفة أيضًا: «بيعملوا في أمريكا أنشطة جميلة للأطفال، زي توزيع هدايا عليهم عبارة عن التعريف برمضان وأهميته وفضله، وبنصلي التراويح كلنا، وبتكون حالة روحانية جميلة».

يحرص الباحث الشاب أيضا على إعداد الفول والطعمية فى السحور، لاستعادة أجواء رمضان في مصر، وطهي أشهر الأكلات المرتبطة بهذا الشهر، فضلاً عن التواصل الدائم مع الأهل والأصدقاء: «بنوزع فوانيس على كل الأطفال، وبنحاول نطبق كل الطقوس اللي عشنا واتربينا عليها، بس مفتقدين الأهل ولمة مصر».

«خالد» يفطر مع الجالية المصرية

بينما يقضي خالد محمد، بكالوريوس طب، شهر رمضان في العاصمة الأوكرانية كييف، مؤكدًا أنه اعتاد قضاء أول يوم في رمضان مع أصدقائه المصريين، وإعداد أشهى المأكولات المصرية عن طريق التجمع كل يوم عند واحد منهم، وصنع الإفطار معا.

ويقول «خالد» إنه خلال شهر رمضان يتم تنظيم إفطار جماعي للجالية المصرية والعربية والإسلامية على مدار الشهر، للتواصل والتقارب والمشاركة في العبادات أيضاً مثل صلاة التراويح وقراءة القرآن.

يفتقد «خالد» قضاء شهر رمضان وسط أهله وأصدقائه وروح مصر التي لم يجد مثلها في أي مكان آخر: «قبل رمضان مباشرة بيغلب علينا شعور الحنين للأهل وفقدان أجواء رمضان وشكل الزينة في الشوارع وتجمُّع الناس في المسجد، كل دي حاجات مرتبطة بمصر بنشتاق ليها وبنحاول نعوضها هنا مع أصدقائنا».