اكتشاف أثري جديد بمحافظة سوهاج قد يقلب الموازين، يقع تحديدًا غرب مدينة «البلينا» بمدينة «أبيدوس» التاريخية إحدى مدن مصر العليا القديمة، حيث يعتقد علماء الآثار أن الملكة المصرية «ميريت نيث»، التي كانت ابنة الملك دين كانا وهو حاكم من بين حكام الأسرة الأولى بمصر القديمة، وزوجة الملك جيت، ربما سلطات حكم مشابهة أكثر من كونها زوجة الملك فقط، وذلك نتيجة اكتشافهم «نبيذ» يرجع عمره إلى 5000 عام في مقبرتها.
أول حاكمة أنثى في التاريخ المصري القديم
إذا صحت الفرضية فإنها ستجعلها أول حاكمة أنثى في مصر القديمة، على الرغم من تشكيك بعض من خبراء الآثار في النظرية لاعتقادهم أن «الزوجات والبنات عمومًا لم يكن يعتد بهن من حيث خلافة الملوك الحاكمة»، خاصة في هذا الوقت المبكر من التاريخ المصري القديم، ومع ذلك فإن الاكتشاف أظهر أن مقبرتها مليئة بالأشياء التي توضع للملوك، بما في ذلك مئات من أواني النبيذ المختومة، بما يشير إلى أن ميريت-نيث كانت شخصية ذات نفوذ وسلطة غير عادية، وذلك كما جاء في صحيفة ديلي ميل البريطانية.
اكتشافات ذهبية تؤكد الفرضية
وكانت الأواني المكتشفة مملوءة ببذور العنب، وكان بعضها محفوظًا بشكل ملحوظ وما زال في حالته الأصلية، واعتبر العلماء ذلك النبيذ المكتشف من بين أقدم أواني النبيذ التي تم اكتشافها على الإطلاق، وتم الاكتشاف من فريق من علماء الآثار بقيادة كريستيانا كولر من جامعة فيينا، التي قالت: «لم يعد النبيذ سائلاً، ولا يمكننا أن نعرف ما إذا كان أحمر أم أبيض»، وأشارت إلى وجود الكثير من الترسبات العضوية، وبذور العنب والبلورات، ويتم حاليًا تحليل كل هذا علميًا، وأوضحت أنه «ربما يعد هذا الاكتشاف ثاني أقدم دليل مباشر على النبيذ من أبيدوس»، وأكدت كولر: «تجلب الحفريات الجديدة معلومات جديدة مثيرة عن هذه المرأة الفريدة وعصرها».
وبفضل طرق الحفر الدقيقة وتقنيات الآثار الجديدة المختلفة، تمكن الخبراء أيضًا من تحديد أن تاريخ مقبرة ميريت-نيث، حيث تم بناؤها في عدة مراحل بناء وعلى مدى فترة طويلة نسبيًا، يذكر أن تم اكتشافها لأول مرة من علماء الآثار في عام 190، وتبين أنها مصنوعة من الطوب الطيني والطين والخشب، وتضم مقابر 41 من الأعيان والخدم، ومع ذلك ليست هذه هي الأدلة الوحيدة على أن ميريت امتلكت سلطة حكم عظمي، تشير النقوش المكتشفة داخل المقبرة إلى أن ميريت-نيث شغلت عددًا من المناصب الحكومية الهامة حوالي عام 3000 قبل الميلاد، بما في ذلك دورًا كبيرًا في خزانة الدولة.
امتيازات خاصة للملكة المنسية
يذكر أنه تم اكتشاف اسمها سابقًا إلى جانب اسم ابنها في قائمة محفورة للحكام في مقبرته في سقارة، ويقول الخبراء إن ذلك يشير إلى أنها قد حكمت كوصية على ابنها، والأمر الذي قد يفسر لماذا هي الوحيدة التي تمتلك مقبرة كبيرة في أقدم مقبرة ملكية في مصر في أبيدوس. وقال رونالد ليبروهون أستاذ متقاعد في علم الآثار المصرية في جامعة تورنتو عن هذا الأمر «حقيقة إضافة اسمها إلى قائمة الملوك تشير إلى أنه يجب أن يكون قد حدث شيء مهم جدًا مع ميريت-نيث»، وأوضح جان بيير باتزنيك مصريولوجي في جامعة سوربون في فرنسا «لم تكن لأي ملكة أخرى في الفترة السلالية الأولى مثل هذا العدد من الامتيازات الملكية».