فلاد الثالث دراكولا – أرشيفية
شخصيته عاشت في أذهان الأجيال على مر عصور طويلة من التاريخ وارتبطت بكونه شخصا دمويا يتغذى على مص دماء غيره من البشريين، حتى أطلق عليه اسمًا غير اسمه الحقيقي وأصبح فلاد الثالث المخوزق هو نفسه «دراكولا»، مصاص الدماء الأشهر في التاريخ، الذي باتت روايته الخيالية تسبب الذعر لمن يطلع على تفاصيلها المكتوبة، وبات أسطورة من أساطير الرعب الشهيرة.
أسرار جديدة عن حياة دراكولا
وعلى الرغم من مرور نحو 600 عام على وفاته، إلا أنه هناك العديد من الأسرار التي لا تزال تحير العلماء نحو صاحب تلك الشخصية التاريخية، حيث تم التوصل مؤخرًا، لاكتشاف أمورًا أثارت الدهشة وجاءت لتغيير التاريخ المسرود بشأن مصاص الدماء دراكولا.
كان فلاد الثالث أميرًا في ولاية والاشيا بالقرن الخامس عشر، وهي المنطقة التي أصبحت الآن جزءًا من رومانيا، واشتهر خلال فترة حكمه بقسوته في محاكمة المخطئين ومن يتعارض مع قوانينه، باستخدام الخازوق كوسيلة للإعدام، لذا أطلق عليه فيما بعد لقب «المخوزق»، حسب ما ذكرت صحيفة «مترو» البريطانية.
وتسبب فلاد الثالث في وفاة أكثر من 80 ألف شخص خلال فترة حكمه، لذا تم وصفه بالدموي، خاصة بعد انتشار بعض الأقاويل بأنه كان يتناول دماء بعض ضحاياه.
أنفاس دراكولا تكشف عن السر
ومؤخرًا، توصل الباحثون الذين قاموا بتحليل الرسائل التي كتبها فلاد الثالث الشهير بشخصية «دراكولا» ما بين عامي 1457 و1475، إلى أنه بكى بدموع دامية بسبب معاناته من حالة مرضية، وهي الحقيقة التي جاءت بشكل أكثر دهشة للمستكشفين.
وتمت الاستعانة بأنفاس دراكولا التي خرجت منه في أثناء تدوينه تلك الرسائل، إذ أنها تطلق عددًا من البروتينات التي كانت لا تزال لها آثارًا على الورق الخاص برسائله، ولم تحتوي تلك البروتينات على أي آثار حيوانية ما يعني أنه ربما كان يتجنب أكل اللحوم في الأصل، وهو ما ينفي بدوره الأساطير الخيالية التي ارتبطت بشخصيته ووصفه بأنه كان ماصًا للدماء.
وخلال تلك الأبحاث استخدم الباحثون تقنية لتحديد ودراسة البروتينات الخاصة بالشخص التي التصقت بالحروف عند تدوينها على مر القرون، بما في ذلك تلك التي تنفسها دراكولا على أوراقه.
وتم تحديد الببتيدات المرتبطة ببروتينات الدم أو القادمة من البروتينات الخاصة بأنفاس فلاد الثالث أو دراكولا، واكتشف الباحثون أنها تشير لاحتمالية إصابته بمرض الهيمولاكريا، وهي حالة تجعل الشخص ينتج دموعًا تتكون جزئيًا من الدم.
بكاء دراكولا بالدماء
ودون القائمون على تلك الأبحاث العلمية الحديثة: «على الرغم من أن بيانات البروتينات لا يمكن اعتبارها شاملة وحدها، إلا أن هذه التعريفات قد تشير إلى أن دراكولا بكى دموعًا من الدماء بالفغل، في أثناء تدوين رسائله.
وكشفت المزيد من التحليلات أيضًا أن الحاكم الشهير، ظهرت عليه علامات الإصابة بالاعتلال الهدبي، وهو اضطراب وراثي خاص بأمراض الشبكية والالتهابات، وكل هذا ينفي ما هو متداول بشأن سمعته الدموية الخيالية التي التصقت في الأذهان على مر التاريخ.
معلومات عن صاحب شخصية دراكولا الحقيقي
– كان فلاد الثالث «دراكولا» أحد أهم الحكام في تاريخ ولاية والاشيا الرومانية.
– كان يُعرف أيضًا باسم فلاد المخوزق بسبب الوحشية التي استخدمها في التخلص من أعدائه، ما أكسبه سمعة سيئة في أوروبا في القرن الـ15.
– تم إعطاء اسم «دراكول» لوالد فلاد وهو فلاد الثاني من قبل زملائه الفرسان الذين ينتمون إلى جماعة صليبية مسيحية تُعرف باسم وسام التنين، أي ما يعني أن اسم دراكول يترجم إلى التنين في اللغة الرومانية.
– بحلول عام 1462، تولى فلاد الثالث عرش والاشيا، وكان في حالة حرب مع العثمانيين، ومع وجود قوات معادية أكبر بـ3 أضعاف من قواته، أمر فلاد رجاله بتسميم الآبار وحرق المحاصيل.
– قيل إنه كثيراً ما كان يتم نزع أحشاء ضحاياه وقطع رؤوسهم وسلخهم أو غليهم أحياء، ومع ذلك، أصبح الخازوق الخشبي هو أسلوب القتل المفضل لديه، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنه كان أيضًا شكلاً من أشكال التعذيب.