بعد انقضاء شهر رمضان مبارك، ومعه الليالي الوترية التي تحمل في طيّاتها ليلة القدر، التي قال عنها سبحانه وتعالى أنّها «خيرٌ من ألف شهر»، حرص المسلمون حول العالم في تحري شروق شمس الليالي الوترية، بدءً من ليلة 21 رمضان وحتى شروق شمس ليلة القدر 29 رمضان من خلال مراقبة أشعة الشمس، فإنّ كانت دون شعاع، يعد ذلك علامة من أبرز علامات ليلة القدر الصحيحة، وفق ما أوضحت السنة النبوية الشريفة.
مقارنة شموس الليالي الوترية
الداعية شريف شحاتة، نشر مقطع فيديو مجمع وثق خلاله مقارنة استطلاع شمس العشر الأواخر من رمضان 1444 هـ لـ تحري ليلة القدر، فـ ليلة 21 رمضان كانت شديدة البرودة، وشهدت السماء غيومًا بشكل كثيف، وتكاثرت السحب السميكة والقوية التي مال لونها إلى الأسود، وظهرت شمس هذه الليلة باللون الأصفر متوهجة، وانعكس اللونين الأصفر والبرتقالي على السحاب، ما تعذر رؤية الشمس بسهولة.
وأضاف الداعية الإسلامية أنّ شمس ليلة 23 رمضان، شهدت السماء صفاءً واضحًا، وهي من الليالي التي يُرجح أنّها أقرب إلى ليلة القدر، وبدا قرص الشمس باللون الأبيض بشكل طفيف، فيما امتزج معه اللونين الأصفر والبرتقالي وانعكس ذلك على السحب.
أما ليلة 25 رمضان، يقول الداعية شريف شحاتة: «كانت الليلة دي لطيفة جدًا في الليل ولكن السحب كانت شديدة جدًا والشبورة عنيفة جدًا، والشمس أول ما بدأت تظهر كانت طالعة باللون الأصفر رغم شدة الشبورة قدامها وفيه انعكاس أصفر على السحب حواليها، وبالتالي هنستبعد ليلة 25 رمضان أنّها تكون ليلة القدر».
تحري ليلة القدر
أما ليلة 27 رمضان، والتي يُرجح أنّها ليلة القدر، يقول شريف شحاتة إنّها كانت بين الليالي الرائعة، وتوسطت أجوائها بين الحارة والباردة، يقول، «السما كانت صافية وجميلة، والشمس كانت طالعة في البداية لونها أبيض ولكن مع الوقت بدأ اللون الأصفر يبان أوي وينعكس على لون السما بشكل كبير، وإن كان فيه شك في ليلة 27 أنها تكون ليلة القدر».
أما ليلة 29 رمضان، وهي آخر الليالي الوترية من شهر رمضان 1444 هـ، يقول «شحاتة»، «الشمس من أول ما ظهرت طالعة بيضاء تمامًا، مفيش جوة قرص الشمس أي لون أصفر إطلاقًا، وليس بداخله أي انعكاس لأي شعاع على السحاب أو السماء واللون الأبيض كان صريح جدًا لأكتر من نص ساعة».
علامات ليلة القدر
وكانت دار الإفتاء لفتت إلى تحري ليلة القدر في الليالي الوترية، وقد ورد في ذلك حديث عن عُبَادَة بْنُ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ».
وعن ابنِ عبَّاس رضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ النبيَّ صلَّ الله عليه وسلَّمَ قال: (الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ؛ لَيلةَ القَدْر في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى) رواه البخاريُّ.
وقد ورد عن أُبَيِّ بن كعب في ذكر علامة ليلة القدر كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن أَمَارَتَهَا «أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا» (رواه مسلم)، وفي بعض الأحاديث: «كَأَنَّهَا طَسْتٌ» (مسند أحمد)، والمعنى: كأنها طست من نحاسٍ أبيض.