| مكان أسفل منزل ريا وسكينة قادت الصدفة لاكتشافه.. كان كفيلا بإخفاء جريمتهما للأبد

رغم مرور أكثر من 100 عام على الواقعة، إلا أن واقعة ريا وسكينة ما زالت تلعب دور البطولة وتتصدر المشهد والحديث، خاصةً حين تظهر على الساحة جريمة أشبه لما قامت به السفاحتان، أو إعادة عرض مسلسل أو فيلم جسد حياتيهما، حيث ضُرب بهما المثل منذ القبض عليهما عام 1921 وحتى اليوم، كمثال على جرائم القتل والتخطيط لإزهاق روح دون رحمة، وتُعيد قناة «DMC» عرض أحداث المسلسل للمخرج جمال عبدالحميد، وهو أحد أشهر المسلسلات في تاريخ الدراما المصرية.

من منزل مُعدم مكون من طابق واحد يبرز ما عاشته ريا وسكنية من فقر، إلى ماركة مسجلة باسم الجريمة، فواحدة وراء أخرى، كانت «ريا»، مع شقيقتها «سكينة» ورجالهما الأربعة «حسب الله، عبد العال، عرابي وعبد الرازق»، يقتلون السيدات في المنزل الصغير عن طريق قضاء سهرة معهن، ثم إزهاق أرواحهن بكتم أنفاسهن ثم دفنهن أسفل بلاط المنزل، ليواروا جريمتهم.

حالات اختفاء السيدات.. والقبض على عصابة ريا وسكينة

مع توالي حالات الاختفاء، استطاعت الشرطة المصرية بشهادة الابنة الصغرى لـ«ريا» وتدعى «بديعة»، إلقاء القبض على عصابة ريا وسكينة، وتوالت الأحداث والتحقيقات حتى اعترفت العصابة وبدأت الشرطة في إستخراج الجثث أسفل بلاط المنزل.

ومهما كان ذكاء المجرم، إلا أنه أحيانًا يقع في خطأ فيصبح متهمًا في أيدي الشرطة، أو يخفي عنه بعض الأمور التي كانت من الممكن أن تُبقي جريمته في الخفاء إلى الأبد، وهو ما حدث مع ريا وسكينة، بحسب ما ذكره صلاح عيسى في كتابه «رجال ريا وسكينة».

اعتراف ريا بقتل «عزيزة».. والحفر للعثور على جثث أخرى

«عزيزة» كانت الضحية الأخيرة للعصابة، والتي اعترفت «ريا» في تحقيقات النيابة باسمها، وذهبت الشرطة لاستخراج الجثة من المنزل، وبعد العثور عليها تحمس العمال وبدأوا استكمال أعمال الحفر في المنطقة المجاورة ظنًا منهم في العثور على جثة أخرى، وبعد الوصول إلى عمق 60 سنتيمترا تحت سطح الأرض، وجد العمال أنفسهم أمام فوهة بئر بها مياه غزيرة، على عمق نحو مترين من أرض الغرفة.

منزل ريا وسكينة مبني فوق صهاريج قديمة تستخدم لتخزين الأمطار

وتبين بعد ذلك أن منزل «ريا وسكينة» والمنازل المجاورة لها بمنطقة اللبان بمحافظة الإسكندرية، بُنيت فوق صهاريج قديمة كانت تستخدم عند إنشاء الإسكندرية لتخزين مياه الأمطار في موسم الشتاء، ليستخدمها سكان المدينة في الشرب، والصهاريج هي مواسير مياه كبيرة الحجم، وذكر صلاح عيسى في كتابه قائلًا: «لو أن عصابة ريا وسكينة كانوا يعرفون بأمر الصهريج، لو أنهم تعمقوا في الحفر لمسافة نصف متر أخرى حتى يصلوا إليها، لوجدوا مكانًا يدفنون فيه جثث ضحاياهم دون أن يُعثر عليها أحد ولبقيت جرائمهم مستورة عن العيون إلى الأبد».