في عام 2001، تمكنت الشرطة السويسرية من القبض على واحد من أخطر المجرمين في التاريخ، المعروف إعلاميا بـ«ملاك الموت»، وهو ممرض عمل في دور رعاية المسنين، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل حوالي 22 شخصا خلال 6 سنوات، بأساليب عديدة لم يثر أي منها شكوك من حوله.
قصة «ملاك الموت»، المدعو روجر أندرمات، مع ضحاياه، بدأت عام 1995، حينها كان يبلغ من العمر 30 سنة، وعلى مدار 6 سنوات، قتل 27 ضحية في أكثر من دار رعاية، معظمهم من النساء، وتترواح أعمارهم بين 66 و95 سنة، بحسب موسوعة «murderpedia» التي تُعتبر أكبر قاعدة بيانات للقتلة المتسلسلين والسفاحين في جميع أنحاء العالم.
أساليب «ملاك الموت» لقتل ضحاياه
واعتمد روجر، في جرائمه، على أساليب متعددة، منها مثلا استخدام حقن قاتلة، أو خنق الضحايا بأكياس بلاستيكية أو إعطائهم مهدئات بصورة قاتلة أو كتم أنفاسهم بقطعة قماش، وفي بعض الحالات، بحسب اعترافاته للمحكمة، خدر ضحاياه ليضمن سهولة التنفيذ.
الدافع وراء الجرائم.. أغرب شيء في قصة «ملاك الموت»
ومن أكثر الأمور الغريبة والملفتة للنظر، في قصة هذا السفاح، هو السبب الذي دفعه لارتكاب كل هذه الجرائم، إذ يقول «ملاك الموت» في اعترافاته، إنه فعل ذلك من منطلق التعاطف والرحمة مع ضحاياه المرضى، الذين كان معظمهم يعانون من الزهايمر والأمراض المزمنة، ويحتاجون لرعاية مكثفة من جانبه، ومن جهة أخرى فقد أراد القاتل، تخفيف الحمل الزائد عن زملائه الممرضين، ومنحهم بعض الراحة، فهم يشعرون بالإرهاق التام بسبب حجم الرعاية التي يتعين عليهم تقديمها لمرضاهم.
وتم القبض على «ملاك الموت» في يونيو 2001 بعد وفاة مشبوهة في دار لرعاية المسنين في منطقة «لوسيرن»، وبعد التحقيق معه ثبتت إدانته، واعترف مبدئيا بأنه قتل 9 ضحايا، واعترف لاحقًا بارتكاب 18 عملية قتل أخرى.
أندرمات يعترف بارتكابه 27 جريمة قتل
واعترف أندرمات بمسؤوليته عن 27 عملية قتل إجمالاً، رغم أنه لم يُحكم عليه إلا بقتل 22 شخصا فقط، إذ تم تصنيف 3 حالات منهم رسميًا على أنها حالات انتحار، حيث قالت السلطات إنها لا تستطيع إثبات ما إذا كانت أفعاله هي سبب الوفاة في تلك الحالات، كما قال المدعي العام، وقتها، إن هذا السفاح اعترف بجرائم أخرى لا يوجد دليل عليها.
وقالت الشرطة السويسرية إن جميع عمليات القتل وقعت بين سبتمبر 1995 ويونيو 2001، ونُفذت في دور للمسنين في مقاطعات لوسيرن وأوبوالدن وشفيتس، بحق ضحايا تتراوح أعمارهم بين 66 و95 سنة، يعانون من مرض الزهايمر أو بحاجة إلى مستويات عالية من الرعاية، قتل 9 منهم بجرعات قاتلة من الأدوية، وخنق 8 بكيس بلاستيكي أو قطعة قماش، وقتل 10 مرضى بمزيج من الأدوية والاختناق.
وأصدرت محكمة لوسيرن الجنائية في وسط سويسرا، عام 2001، حكما بالسجن مدى الحياة ودفع 63 ألف دولار كتعويض لأقارب 4 من ضحاياه وتكاليف المحكمة التي تعادل 161 ألف دولار.