| ملجأ «الحمل الصغير» لحماية الأطفال من العنف الأسري.. دروس مزيكا ويوجا

في المفهوم العام للمنزل هو مكان مصمم من قبل الإنسان، ذو جدران وسقف وأرضية يؤمن حماية العائلة من الأخطار، ولكن الغاية الأساسية من بنائه هو طلب الأمان سواء من أخطار بيئية أو حيوية، على هذه الخطى نشأت فكرة بناء ملجأ «الحمل الصغير» للأطفال المتضررين من العنف الأسري أو أصحاب أثر جسدي وجنسي تركه الشارع عليهم في بداية حياتهم.

فكرة الملجأ من زيارة صدفة

«الأم ليست من أنجبت بل من ربت» مقولة حقيقية تؤمن بها «ميرا رياض» مؤسسة ملجأ الأطفال، الموجود في مدينة العبور، التي عاشت حياتها كلها في أمريكا لتقرر عن طريق المصادفة في أحد زيارتها لمصر اصطحاب صديقة لها لأحد دار الأيتام لتتفاجأ «ميرا» بمشهد للفتيات ينظفن أرضية دار الملجأ دون احترام أي قدسية لحقوقهم كأطفال، لتقرر بعدها العودة إلى مصر وبناء ملجأ مخصص للأطفال المعرضين للعنف الجسدي والجنسي، في محاولة منها لإصلاح معيشتهم ليكونوا بعد ذلك عونًا للمجتمع.

«كان فيه زمان معتقد إن الأطفال الأيتام كويس إنهم يعيشوا، لكن في ملجأ الحمل الصغير المهم إنهم يعيشوا بأحسن طريقة ممكنة»، هكذا بدأت روشان رأفت، أحد المساهمين في ملجا الأطفال، حديثها لـ«»، قائلة إن هناك وصمة عار دائمة تصاحب أي طفل يتيم أو مهجور من قبل أهله، وبين كونه مقيم في ملجأ أو دار، ففكرة المشروع قائمة على كسر هذه الوصمة.

مميزات الملجأ

دروس مزيكا، ممارسة الرياضة، يوجا، ودكتورة نفسية تساعدهم في تفريغ غضبهم بطريقة صحيحة، كل هذه المكونات تساعد ملجأ «الحمل الصغير» في التميز عن غيره من المؤسسات، فمن أهم قرارتهم هي احتواء الأطفال حتى بعد إتمامهم الـ18 عاما، ويرجع الاختيار لهم حين يشعرون باستعدادهم التام لتحمل المسئولية.

ولصعوبة اختيار الأطفال المتضررين واحتوائهم، قرر مؤسسو الملجأ، تحديد شروط وأولوية لمن تعرضوا لخطر حقيقي سواء من منازلهم أو بعد موت ذويهم، من خلال إجراء دراسات عن حالة معيشية كل طفل وعن أسرته المتبقية، وفي حالة ثبوت تضرره يكون الملجأ المكان المناسب لهم لتأهيلهم.

إنقاذ حياة 170 طفل من العنف المجتمعي

170 طفلًا استطاع الملجأ تغيير حياتهم إلى الأفضل، «أكتر مشكلة بتقابلنا أن الأطفال مش بيبقوا مصدقين حبنا ليهم، مستكترينه على نفسهم»، حسبما روت «روشان»، متابعة أن العامل النفسي هو أساس المكان لذا الاهتمام الأكبر دائمًا بالجلسات النفسية التي يعدها المختصون تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي.

وتأمل «روشان» في توسيع الملجأ ليكون قادرًا على إنقاذ حياة أكثر من 300 طفل في مصر، «لإحنا بنهيأ الأطفال لدخول مدارس دولية »، ليكون مستقبلهم أفضل ويفيد المجتمع.