«مش كل من ركب الخيل خيال».. على خطى هذه المقولة، يسير «محمود»، فلم يحسب يوماً كم يربح من وراء هذه المهنة، ولا التكاليف المكبل بها من طعام وشراب وعلاج، فقد فاق عشقه للخيل كل هذه الأشياء، ليقضي معها 30 عاماً، ويحارب من أجلها بعض «الجهلاء» من الباعة الجائلين، الذين يتعمدون إيذاءها.
بدأت قصة محمود سمير مع الخيل وهو ابن الـ10 أعوام، حيث وُلد بمنطقة نزلة السمان، ذلك المكان الشهير بالخيل، كبر الطفل بينها حتى بلغ 40 عاماً، استطاع خلالها تربية واقتناء عشرات الخيل، وأسس لها «إسطبل» لرعايتها، حيث يعتبرها الشاب من أفراد أسرته، يخشى عليهم من المرض، كما يقوم أخوه بالعمل معه وكذلك باقى العائلة.
وعن مشروعه، يقول «محمود»: «المكان عندى لترويض الخيل، وتدريب الناس على حبه قبل ركوبه، الخيل حساسة زي البني آدمين وأكتر، لما بتهتم بيه بتشوف منه جمال ما يتوصفش، وبيظهر بأحلى صورة، علشان كده لما بلاقى حصان متهان من صاحبه، بحاول أشتريه وأبدأ أعالجه وأهتم بيه، لحد ما ينسى الأيام اللى عاشها قبل كده، ويبدأ حياة كريمة عندى فى الإسطبل».
«محمود»: اتربينا على حب الخيل في نزلة السمان
يتملك الحزن من «محمود» عندنا يتذكر تلك المشاهد التى رآها من قبل عن تعذيب الخيل: «لازم يبقى فيه رقابة عندنا، ويكون فيه قانون رادع يوقف أى حد بيعذب حيوان، أنا معايا فى الإسطبل أخويا وخيلانى، وكلنا جاهزين نستقبل أى خيل مصاب، كأننا أهله».
يواصل «محمود» حديثه: «فى نزلة السمان اتربينا كلنا على حب الخيل، واتعلمنا حاجات كتير من الفروسية، غير إنها رياضة جميلة ومفيدة جداً لجسم الإنسان، بتقوّى درجة التركيز، بتنشط الدورة الدموية، وبتساعد على التخسيس، وبتعلم الصبر وبتقوّى عضلات الجسم، وبنصح كل محبى الخيل أنهم ياخدوا الخطوة دى، ويتدربوا على ركوبه، حقيقى هيحسوا بفرق كبير».