| ملوك الجدعنة في ورشة تنجيد ببنها.. «أحمد وعبدالعزيز» على خطى «سرية وسفينة»

مئات الأعمال الدرامية والسينمائية، تناولت علاقات الصداقة القوية، التي تجمع بين صديقين من شباب القرى المصرية البسيطة أو من الأحياء الشعبية الأصلية، والتي تتغنى بمواقف الجدعنة التي تشبه حكاية مصطفى شعبان وعمرو سعد، في مسلسل «ملوك الجدعنة». 

تجسدت حكاية «سرية وسفينة»، على أرض الواقع في ميت العطار إحدى قرى مركز بنها بمحافظة القليوبية، وبالتحديد في حكاية «أحمد وعبد العزير»، الشابان اللذان يمتهنان حرفة تنجيد الصالونات والأنتريهات وجميع أنواع الأثاث، واللذان نشآ وترعرعا سويًا أيضا، كما يجمعهما حاليا نفس العمل، بعد أن افتتحا ورشة للتنجيد قبل شهور.

ووسط معدات وأقمشة التنجيد التقت «» بالشابين من داخل ورشتهما، المتواجدة بالقرية الريفية، والتي افتتحاها قبل عام وبضعة شهور، على أمل أن يفتتحا غيرها مستقبلًا بقرى مجاورة لهما، كما كشفا الاثنان في حديثهما: «نفسنا ربنا يكرمنا ونكسر الدنيا نجاح، وربنا يجعلنا سبب في شغل لناس كتير زينا».

ورشة الأصدقاء 

ورشة «الأصدقاء» للتنجيد كل أنواع المفروشات، هذا هو الاسم الذي اختاره الصديقان لمشروعها سويا، ويضيف عبدالعزيز عادل، صنايعي تنجيد وأحد الصديقين المؤسسين للورشة، 20 عامًا، حاصل على دبلوم زراعة، أن علاقته بصديقه في الحياة بدأت منذ أن كان أطفالا يلعبان بنفس شوارع قريتهما.

ويقول أحمد فوزي غانم، صنايعي تنجيد وأحد الصديقين المؤسسين للورشة، والحاصل دبلوم صنايع، والبالغ من العمر 19 عامًا، إن زمالته الدراسية لصديقه بدأت من المرحلة الإعدادية، رغم أن صداقتهما بدأت قبل معرفة طريق المدارس، إذ كان يدرس بالمعهد الأزهري بقريتهم، في حين كان صديقه يدرس بالمدرسة الابتدائية بنفس القرية.

«عبدالعزيز» اصطحب «أحمد» إلى صنعة التنجيد

وعن المهنة التي جمعتهما سويا، يقول «عبدالعزيز» إنه يعمل بصنعة التنجيد منذ أن كان طفلًا صغيرًا، في حين كان يعمل صديقه بورشة أحد السباكين، ممازحا صديقه «أحمد» في تلك اللحظة: «فاكر حصل وقتها، تحكي أنت ولا أحكي أنا»، ليجيب عليه صديقه مبتسمًا: «لاء هحكي أنا، وقتها كنت بشتغل صبي مع سباك، وكان بيضربني كتير، عشان كدا مكنتش بحب الشغل ده، وفي مرة (عبدالعزيز) شافني متضايق أوي، وسألني مالك، قولتله الصنايعي اللي شغال معاه بيضربني كل يوم، وكرهت شغلي بسببه، فقالي فكك منه خالص مترحيش الشغل ده تاني، وهنزلك معايا في ورشة التنجيد اللي أنا شغال فيها».

حكاية الصديقين في عالم التنجيد

وبدأت حكاية الصديقين مع عالم التنجيد قبل سنوات، من بوابة ورشة بإحدى القرى المجاورة لقريتهما، إذ كانا يعملان بها مساعدا صنايعي الورشة، مؤكدين أنهما لا يتذكران أن تخاصما سويا لفترة طويلة، أو حتى تشاجرا معا في أي يوم منذ أن اجتمعا على الصداقة أو تشاركا بالعمل: «بقالنا سنين أصحاب، مش فاكر إننا في مرة اتخاصمنا، حتى لما بنزعل من بعض، بيبقى زعل وقتي بيخلص في نفس اليوم، مش فاكر إني نمت في يوم زعلان من صحبي، ولا أنا في يوم زعلته في حاجة»، كما جاء على لسان «أحمد».