شاب في العشرينات من عمره، مكافح منذ صغره كان يعمل في شتى المجالات منها التصوير والمونتاج وصيانة كاميرات المراقبة، حيث إنه كان حاصلا على المركز الأول في ألعاب القوى عام 2016، وحصل على المركز الثاني في رياضة كمال الأجسام لفئة «الفيزيك» في نفس العام، إلا أن حياته الوردية تحولت في وهلة بسبب رعونة شاب طائش في الـ15 من عمره، خلال قيادته لسيارة والدته، إلى جحيم، ليصبح قعيدًا غير قادر على المشي.
أحمد ممدوح علي، من محافظة القاهرة، يبلغ من العمر 21 عاما، حاصل على بكالوريوس حسابات ومعلومات، يروي لـ«»، بأنه تعرض لحادث أليم خلال أيام عيد الأضحى لعام 2019، عندما كان جالسًا في محطة انتظار الأتوبيس، «كنت قاعد على الرصيف ولقيت عربية ماشية بسرعة جدًا، وداخلة فيا أنا وست كبيرة كانت قاعدة جمبي، روحت زقيتها عشان كان معاها عيل صغير على كتفها، وأنا ملحقتش اجري».
كواليس الحادث
وأضاف الشاب العشريني، أن قائد السيارة كسر الرصيف واصطدم به ودخل في إحدى الحدائق الموجودة بالطريق، مشيرًا إلى أن ساقه اليسرى بالكامل كانت داخل السيارة، قائلًا: «رجلي الشمال طبعًا كلها اتقطعت، ورجلي اليمين حصل لها كسر في عظمة الشظية وقطع في الرباط الصليبي الخلفي والغضروف الداخلي للركبة وكسور في الضهر، أنا كنت ميت حرفيًا».
وأشار «ممدوح»، إلى أن مستقبله تأثر بالسلب بعد ذلك الحادث لعدم وجود عمل له وأيضا لضيق الحالة المادية «رحت المستشفى وادوني حقنة لوقف النزيف، وصرفت اللي ورايا واللي قدامي على العمليات ورجليا مخفتش»، معربًا عن حزنه «أنا كنت مقبول في الكلية الفنية العسكرية وكنت هدفع المصاريف بعد العيد، لكن الحادثة والنصيب كان ليهم رأي تاني».
الشاب أحمد ممدوح مهدد الآن ببتر قدمه؛ لأن الحادث تسبب في قطع الشرايين والأوردة المسؤولة عن ساقه اليسرى، فلا يوجد غير شريان واحد فقط الذي مازال سليما، إلا أن هذا الشريان لا يصل بكاحل قدمه، ما يهدد ببتر قدمه.
رحلة البدء في علاج حالته
يحكي الشاب العشريني لـ «»، مأساته موضحه أنه ذهب للكثير من الأطباء المختصين، ولكن لصعوبة العملية أعلنوا له أنهم غير قادرين على فعلها، «فيه دكتور قالي إحنا ممكن نعملك العملية ولكن متسألناش عن نسبة النحاح كان بيتكلم معايا بكل صراحة»، مشيرًا إلى أنه صور فيديو له متحدثَا به عن حالته الصحية، وتواصل معه أحد المسؤولين وأبلغوه أن تلك العملية من الممكن فعلها بمستشفى قصر العيني أو الدمرداش، «لكن دي جراحة ميكروسكوبية مش أي أجهزة تعملها، ولكن للأسف الجهاز مش متوفر».
وأردف «ممدوح» قائلًا: «العملية دي مكلفة أنا مش بقلل من الدكاترة بس أنا كل الدكاترة بتقولي إن حالتك دي معدتش علينا قبل كدا»، فجميع الأطباء أبلغوه أن حالته مستعصية، مُشيرين إلى أن معظم الحالات التي تأتي إليهم تكون عبارة عن كسور أو تفيت للعظام يتم تجميعها عبر عمليات الليزر، «لكن أنا للأسف كعب رجلي مش موجود، أنا نفسي دكتور يعملي العملية وتكون بنسبة نجاح كويسة، إحنا عندنا أحسن دكاترة، بس نفسي حد يهتم بحالتي أنا كنت بطل ودلوقتي بقيت عاجز أنا محتاج جراح تجميل تخحصص قدم وكاحل ميكروسكوبي وجراح أوعية دموية وجراح عظام».
واختتم الشاب حديثه، مؤكدا أنه يحتاج لتلك العملية لأنها الأمل الوحيد بالنسبة له، «دي آخر حل ليا، غير كدا أنا رجلي هتتبتر»، خاصةً أنه في ريعان شبابه «عايز اشتغل وأكون نفسي، أنا بقالي سنتين عاجز ومش شغال خالص»، مشيرًا إلى أنه يوميًأ يُعرض عليه الكثير من التبرعات ولكنه يرفض، حتى لا يقال عليه بأنه يتاجر بحالته، «أنا مش عايز غير إن حد مسؤول يتبى حالتي عشان ارجع امشي على رجلي تاني، أنا كنت بشتغل من وأنا عندي 9 سنين، كنت بشتغل في لم زبالة، ومش بتكسف واشتغلت في المونتير والكاميرات وكنت بطل رياضي».