هل يكفي الحب وحده لإتمام زيجة ناجحة تسكنها الود والمحبة والاحترام؟ أم أن العلاقة الزوجية الناجحة لها أعمدة ومقومات أخرى تحمل هذا الرباط المقدس وتعبر به الأزمات إلى جانب الحب بالتاكيد، سؤال بات يطرح نفسه في الآونة الأخيرة بعد تكرار جرائم زوجية كانت فيها المرأة ضحية لزوج معتدي يسلب حقوقها يضربها يسبها يأكل ويشرب من كدهها وعملها، بينما هو عالة على بيته لا يعمل لا يجتهد لا يبادل شريكته الاحترام دائم الشجار معها والتطاول عليها بالضرب والإهانة، ولكن من الناحية الأخرى كانت الإجابة الحاضرة في مثل هذه المواقف أن الزوجة رضت بذلك لأنها “تحبه”.
الضحية تحاملت على نفسها وأعالت بيتها وطفليها.. والزوج قابل تضحياتها بالإهانة وأنهى حياتها
جريمة زوجية وقعت مؤخرا في منطقة المرج بالقاهرة ضحيتها زوجة تدعى أسماء أحمد تعمل ممرضة وفي مقتبل العمر، 32 عاما، سقطت من الطابق التاسع من منزلها بعد مشاجرة مع زوجها، بحسب المتدوال فقد ألقت بنفسها لتهرب من اعتداء زوجها عليها، بينما تتهمه أسرة الضحية بدفعها من الشرفة وقتلها عمدا.
اللافت للنظر في هذه الواقعة شهادة أم الضحية التي قالت إن ابنتها المتزوجة من 7 سنوات كانت تعول منزلها وطفليها وتقترض من أجل الإنفاق وتلبية الاحتياجات بينما الزوج – قهوجي- لا يعمل منذ فترة ويعتمد على جهد الزوجة، وفوق كل ذلك يضربها ويهينها بين الحين والآخر والمفارقة أن الزوجة كانت تتحمل وتصر على مواصلة العيش معه فقط لأنها تحبه، ولكن لم تشفع هذه المشاعر للزوجة الضحية في حياة آدمية.
اختلاف العادات والتقاليد تؤدي إلى فشل العلاقات الزوجية
يقول الدكتور محمد حسن مشهور الباحث في العلوم الإنسانية، في بحث أجراه حول الأسباب التي تؤدي إلى فشل العلاقات الزوجية ونشر في كلية العلوم والدراسات النظرية بالجامعة السعوية عام 2020، إن هناك بعض العوامل وراء فشل الزيجات وتفاقم المشاكل بين شريكي الحياة لدرجة يصعب معها الحل.
وأضاف حسن في بحثه، أن اختلاف عادات وتقاليد الزوجين وانتمائهما إلى أسرة وبيئة مختلفة كليا من العوامل التي تؤدي إلى فشل العلاقات الزوجية، “انتماء كل من الزوجين لبيئة وأسرة مختلفة النطاق الجغرافي والثقافي، تجعل لكل منهما عادات وتقاليد مختلفة، بحكم أن البيئة التي نشأ فيها كل منهما مختلفة، كما أن هذا الاختلاف يعد من المخاطر التي قد تهدد الحياة الزوجية في بعض الأحيان، لأن كل من الزوجين يتمسك بأسلوب حياته وتنشئته”.