| «منشاوي» بائع من قصار القامة: «نفسي في دخل ثابت لتعليم أطفالي»

في زاوية متفرعة من شارع الهرم الرئيسي، افترش رجل من قصار القامة يدعى منشاوي عيد، الأرض هو وأبناؤه الصغار، مثبتين ورائهم ملاءة قماشية في أحد فروع الأشجار، كي تحميهم من أشعة الشمس الحارقة طوال عمله في النهار، إذ قرر بعد التنقل في عدد من المهن أن يشتري عددا من أواني المطبخ والبلاستيكات ليبيعهم في الشارع، في سبيل توفير اللقمة الحلال لأسرته الصغيرة.

 

استغناء أصحاب العمل عنه لإعاقة ساقه

«جيت القاهرة من 10 سنين أدور على رزقي في أرض الله»، حيث ترك منشاوي وزوجته حياتهما في محافظة المنيا، وانتقلا للعيش في القاهرة، ليبدأ رحلته الطويلة في البحث عن وظيفة تساعده على الاستقرار وتوفير مصاريف المعيشة، وبدأ العمل كقهوجي في مقاهي حي باب الشعرية، كما مارس العمل كمساعد فني في تصليح التكييفات: «كانوا بيستغنوا عني لما يلاقوا بديل حركته أخف وأسرع»، كما روي لـ «».  

عانى منشاوي من ألم شديد في ركبته، لا يعلم مصدره حتى الآن نظرًا لعدم قدرته تحمل مصاريف الكشف والعلاج، هذا الألم الذي تطور معه حتى فقد القدرة على الحركة والسير بطريقة طبيعية: «ولاد الحلال جابولي عكاز أقدر أتحرك بيه»، وبعدما رزقه الله بثلاث أطفال، قرر أن يشتري مجموعة من الأواني والقطع البلاستيكية، ويستقر بهم قرب محل سكنه في الهرم: «قاعد في شقة إيجار في حي التعاون بالهرم، وبدفع 500 جنيه إيجار في الشهر».

الاستقرار في القاهرة وبيع أدوات المطبخ

يخرج «المنشاوي» مع اثنين من أبنائه في الـ 10 صباحًا، صاحبين معهم شنطة قماشية تحوي القليل من الطعام والشراب الذي يساعدهم على استكمال اليوم حتى الـ 9 مساءً: «بأخد ولادي يونسوني وعندي ابن تالت رضيع بيفضل مع أمه في البيت»، وعبر عن حبه الشديد لأهل الحي الذين يساندوه معنويًا وماديًا من آن لآخر: «أغلب الناس هنا محترمين.. ودايمًا بدعي وأقول ربنا يهدي ناس الشارع عليا».

اتفق «منشاوي» هو وزجته منذ أول يوم في زواجهما وانتقالهما للعيش في القاهرة أن يعاونا بعضهما البعض لتحمل متاعب الحياة، وتهيأة مستقبل أفضل لأبنائهما، ولذلك سعى بكل جهده أن يلحق ابنته صاحبة الـ 7 سنوات في إحدى المدارس الحكومية: «بعد ما أمي وأبويا اتوفوا في المنيا مبقاش ليا غير مراتي وعيالي، وبشتغل بدل ما أمد إيدي لحد».

حلمه بالحصول على عمل ثابت لتعليم أطفاله

أيام عديدة تمر على منشاوي وأبنائه في الشارع دون شاري واحد ينظر لبضاعته، بما يجعله يعيش حالة من اليأس والخوف على مستقبل أطفاله، ولذلك يأمل في الحصول على وظيفة تحقق دخل ثابت له، بما يضمن تعليم أبنائه، كما يحاول منذ فترة أن يحصل على كارت الخدمات المتكاملة الذي يقدم تسهيلات لذوي الهمم من مختلف الجهات الحكومية ومنها «السكن والمواصلات والتعليم والرعاية الصحية وغيرها»: «أنا ممكن أستحمل أي تعب.. بس مش عايز ولادي يتبهدلوا زيي».