لم يستسلم للإعاقة البصرية التي لازمته منذ ولادته، ولم يفكر فيها كسد منيع أمام أحلامه وتحقيق طموحاته، إذ استطاع ابن قرية العدوة «كوم مبوا»، بمحافظة أسوان، من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن يقهر الظلام ويتحدى الصعاب، إلى أن تمكن من العمل مذيع راديو «أون لاين» ومحطة تسعينات.
منصور زكريا، 32 عامًا، حاصل على ليسانس دراسات إسلامية وعربية بجامعة الأزهر 2015، رغم فقدانه لبصره لم يتسلل اليأس لقلبه، بل استكمل رحتله وتمكن من تحويل 1025 كتابا إلى مكتبه صوتية، يروي في حديثه لـ«» أنه في البداية كانت نسبة بصره ضعيفة جدا، ولكنه عندما وصل للصف الخامس الابتدائي فقد بصرة كاملا: « أنا أتولدت بعين ونصف تقريبا زي مابيقولوا، كان عندي نسبة الإبصار ضعيفة جدا، كنت بشوف الوالحاجات الكبيرة بس، ولكن بعدين النسبة تلاشت وبعدها مبقيتش أشوف خالص».
«منصور» يختم القرآن في عمر الـ16 عامًا
في عمر 9 سنوات، بدأ «منصور» يحفظ القرآن الكريم، وتمكن من ختمه عند بلوغه الـ16 عامًا، قائلا: «عمي كان من حفظة القرآن، وهو اللي كان بيحفظني وأشرف عليا»، موضحًا أنه بعد تخرجه من الدراسات الإسلامية والعربيه قام بتحضير الدراسات العليا في المعهد العالي للدراسات الإسلامية في القاهرة.
تحقيق الكثير من الإنجازات
«أنت أزاي بتعمل كدا .. أنت هتقدر» بهذه الانتقادات حاول الكثير من إحباطه وتوقفه عن تكملة أحلامه، لكن الشاب الثلاثيني لم يستسلم وصار مذيعا منذ 5 سنوات: «أنا صوتي حلو، وكان في إعلان عن تدريب في إذاعة أون لاين، وتواصلت معاها هاتفيا ودخلت التدريب وكنت أنا الكفيف الوحيد واتعملي نظام خاص».
تحويل 1025 كتاب إلى مكتبة صوتية
عمل «منصور» مسئولا بلجنة الكتابة والتسجيلات في نشاط المكفوفين بإحدى الجمعيات الخيرية، حتى تمكن من الاستفادة من الأشخاص المتميزين في القراءة «طلبت منهم يسجلوا معايا بعض الكتب وقدرت أقنعهم، و كنت بعمل الكتب دي على الفلاشات، أو كنت برفعها على جوجل درايف».
لم يكن لدى «منصور» علم بعدد الكتب التي حولها إلى مكتبة صوتية: «أنا وزميلي مرة كنا بنجمع أي كتاب صوتي في أي موقع أو مكتبه نضيفه عندنا، وبعدين اكتشفت أني في مجموعة من الكتب دي كانت بصوتي، وأنا المشرف عليهم وكانوا 1025» واختتم حديثه: « نفسي أكون مذيع راديو ناجح، وكل اللي وصلته ده بفضل ربنا».