| من أقدم محل سكاكين في الجيزة.. «محمد» يحافظ على تراث أجداده بآلات عتيقة

داخل إحدى الشوارع العتيقة بمحافظة الجيزة، وتحديدا شارع الصناديلي، يقع محل صغير ذو إضاءة خافتة، تعلوه لافته كتب عليها بخط واضح «دار الجيزة لسن الأسلحة»، زينت جدرانه بالسكاكين والسواطير، والتي ما إن يقع عليها نظر المارة حتى يعلم مهنة الشخص ذو الملامح الهادئة، الجالس فوق كرسي خشبي، بينما لا تهدأ أصوات آلات سن السكاكين من حوله حتى ملأت أرجاء المكان الصغير.

مهنة يعود تاريخها للأجداد 

المكان الذي يعود تاريخ إنشائه نحو 64 عاما، لا يزال يحتفظ بتراثه وأهميته، رغم الآلات الحديثة لسن السكاكين التي يجرى بيعها على بعد خطوات قليلة منه، إذ يقول محمد أحمد البالغ من العمر 42 عاما، أنّ زبائنه لا يزالون يترددون على المكان، لثقتهم الكبيرة في الآلات التي كان يستخدمها والده وأجداده منذ سنوات طويلة: «مهنة سن السكاكين بتتوارثها عيلتنا وأنا اتعلمتها من والدي لما كان عندي 10 سنين، وامتهنتها وأنا عندي 17 سنة، اتعلمت كل حاجة من الأول خالص، عرفت إزاي أمسك السنانة، لكن عشان تبقى حرفي لازم تعرف إزاي تستخدم حجر المياه عشان هو ده الأساس في سن السكاكين».

اختلاف آلات سن السكاكين

 ويشير «محمد» إلى أنّ محله الصغير يقصده مختلف الزبائن، قائلا: «بسن وبشتغل في كل السكاكين من أول سكينة مطبخ، و سكينة مفرمة، وسكين كابة، لحد أدوات الكوافير، والمنزل، والفنادق، والجزارة»، ويتابع: « بدي لكل مهنة سلاح معين ومش كل سكين ينفع لكل حاجة يعني سكين البيت غير سكين الجزار».

 

أكثر الفئات التي تستخدم سن السكاكين

وعن أغلب الزبائن الذي يعتبرهم «محمد» أصحاب المكان «90% من اللي بييجوا جزارين، وده لأن الجزار بيسن سكاكينه كل أسبوع»، مضيفا أنّ عمله ومواسمه مرتبطة بعمل الجزارين: «لو الجزار مشتغلش أوي أنا كمان مش هشتغل لأن شغلنا مترتب على بعض»، ويعتبر الرجل الأربعيني أنّ الأعياد هي الموسم الأمثل له على مدار العام: «العيد بيكون فاتحة خير على الكل وعلى شغلي».