لم يكن أحد من أسرتها يعلم أن «الشخبطة» التي تقوم بها ابنتهم «نورهان» على جدران البدروم الخاص بمنزلهم ستنال إعجاب الكثيرين وتتحول من هاوية إلى رسامة جرافيتي محترفة يلجأون إليها لتزين حوائط وجداران مطاعم وشركات وشوارع العاصمة «القاهرة»، لتبدأ رحلة نجاح رسامة بدأت من البدروم حتى خرجت إلى النور.
نورهان أحمد حمدي، طالبة بكلية الآثار جامعة القاهرة، تدرس بها بقسم الآثار اليونانية والرومانية، وإلى جانب ذلك رسامة جرافيتي وبورتريهات تجيد الرسم بكل أنواعه وأدواته بداية من الرصاص والزيت وحتى الجرافيتي والجداريات.
كورونا جعلتها تحترف الرسم
علاقة الطالبة الجامعية بالرسم بدأت منذ سنوات طويلة كهواية تحبها، لكن كانت تمارسها بشكل متقطع ودون أن تعطيها الاهتمام الكافي من قبها، حتى عرف العالم وباء كورونا وأجبر الجميع على المكوث بمنازلهم لفترات ليست بالقليلة، فحينها بدأت تعود إلى الرسم من جديد.
وتقول «نورهان»، في حديثها مع «»: «من وقت كورونا وبدأت أرسم تاني وأطور من نفسي ومن بعدها بدأت ألاحظ اعجاب وانبهار كل اللي بيشوف رسوماتي».
تمويل ذاتي
هذا الانبهار الذي كانت تلمسه طالبة الآثار في أعين من يشاهد أعمالها من الرسم، كان يدفعها ويشجعها نحو تطوير فنها بشكل أكبر حتى لو تطلب الأمر أن تنفق الكثير من أموالها الخاصة، على شراء أدوات وخامات تجعل من رسوماتها أكثر إبهارا.
وتضيف «نورهان»: «كنت بمول نفسي من معايا وبشتري أدوات الرسم اللي طبعا معروف أسعارها غالية أزاي، بس كان لازم أعمل كدا عشان حابة اشتغل في المجال ده».
وبالفعل بعد فترة قصيرة جدًا، بدأ يطلبها عدد من العملاء لترسم لها جدرايات رغم أنها لم تكن معروفة ومشهورة بهذا المجال بشكل كبير حينها، حسبما تحكي الطالبة التي تعيش بمحافظة القاهرة، متابعة: «في الأول كنت بشتغل بمقابل مادي مش كبير، لكن مع الوقت وزيادة الطلب رفعت المقابل المادي شوية بحيث يحقق ربح بسيط أقدر من خلاله أجيب حاجات وأدوات للرسم تساعدني أكتر».
ولد وبنت
ولم يكن الأمر بالسهولة التي يظنها البعض، حيث واجهت «نورهان» صعوبات كبيرة حتى تحترف العمل بهذا المجال، وفي مقدمة ذلك كونها فتاة: «المجال ده كل اللي بيشتغل فيه تقريبا رجالة، وعشان انا بنت فده سببلى صعوبه كبيرة، بس الحمد لله قدرت اثبت نفسي »، ولم تقتصر الصعوبات التي واجهتها على ذلك، فكونها فتاة أيضا أجبرها ذلك على اصطحاب أحد معها كلما ذهبت لتنفيذ عمل جديد، بالإضافة إلى صعوبة تنظيم الوقت بين دراستها وعملها.
عائلة تدعم وصديقة تصور
وتضيف «نورهان» أنه لولا تشجيع أسرتها ما كانت ستصبح رسامة محترفة، قائلة في نهاية حديثها مع «»: «أهلى بصراحه كانوا واقفين جانبى كتير وحتى كنت برسم هنا فى البدروم بتاع بيتنا وكنت مبهدله البيت ليهم، وعندى اخواتى الشباب كمان وقفوا معايا ومعترضوش على شغلى، بس كنت ببعتلهم الاماكن اللى رايحه فيها عشان يبقوا مطمنين عليا، وكمان صديقتي تقى مصطفى واقفة جمبي دايما وهي اللي بتصور شغلي ويتيجي معايا وأنا بشتري الخامات».