محمود رضوان ورسوماته
لم يدرك الطفل الصغير بأن لعبه بالصلصال واحترافه فيه عن باقي أقرانه سيكون هو باب رزق له مستقبلا عندما يتقن تلك المهارة ليقوم بالرسم والنحت بها مستخدما وجوه مشاهير عالم السياسة وكرة القدم والفنانين.
نجح الشاب محمود رضوان، المتخصص في المهارات اليدوية، في تصميم الكثير من الأشكال والرسومات المختلفة عبر لعبه بالصلصال عندما كان في سن صغير، حتى كبر الطفل ليستكمل شغفه بتلك المهنة ويبرع فيها لينجح في الظهور على كثير من قنوات التليفزيون وهو في سن صغيرة، على حد قوله.
«كنت بلعب بالصلصال من زمان وكان فيه دكتور ساعدني أني أبدا أعرض منتجاتي في التلفزيون وأنا سني صغير»، تلك الكلمات لخصت كثيرا مما لاقاه خلال فترة طفولته من تصاميم للوجوه والتي أبهرت الكثيرين، حتى شارك في أعقاب ذلك بمهرجان القاهرة الدولي السينمائي والذي عقد عام 2008 في نستخته الـ32، ليقوم بعرض منتجاته فيه ويحصد ثناء المشاهير حاضري المهرجان على أعماله: «أنا كنت بلعب بالصلصال ومكنتش متخيل أني بعمل حاجة حلوة هتعجبهم».
درس «رضوان» بكلية التجارة جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 2012، ونجح في حصد المركز الأول لمدة عامين في مسابقات نظمها قسم النحت التابع لوزارة الثقافة، وشارك في معرضين بنقابة الصحفيين خلال عامي 2008 و2009.
خلال دراسته بالجامعة، نجح في العمل ضمن فريق مسلسل «فارس القمر الخامس» والذي جرى عرضه في عام 2009، وكان كقصص الأنبياء وتم عرضه على شاشة التليفزيون المصري وعدد من القنوات الأجنبية، معها زاد شغفه بتلك المهنة لينجح في الابتكار فيها ويسجل فكرة خاصة به ضمن حقوق الملكية الفكرية في مجال «سيليندي بول».
يعتمد ذلك المجال على تعليم الكبار والصغار كيفية اللعب بالصلصال بطريقة مفيدة تساعد خلايا المخ على تعديل السلوك والتصرفات، كما أنها تساعد على ترتيب الطاقة بداخل الجسد وتزيل الاكتئاب للكبار والصغار على حد السواء.
يقول رضوان إن ما ابتكره ساعد الكثير في نحت التماثيل ورسوم الكاريكاتير وتحريك الشفاه وتصوير الأنيميشن، «درِّست المنهج ده للأطفال في الحضانة من عام 2008 وموجود لحد دلوقتي، وفيه أجيال طلعت واتعلمته».
فصل آخر في قصة نجاح رضوان يرويه قائلا إنه في عام 2012 نجح في الرسم على الأكواب «المج» عبر الصلصال الحراري، ليصعد سلالم ذلك المجال تدريجيا وينجح مؤخرا في رسم الوجوه عليها والميداليات.
«دلوقتي قررت أستخدم فن الصلصال الحراري في التريند، يعني الشخصيات اللي هتكون طالعه تريند بعمل وجوهها على المجَّات، وده عجب ناس كتير»، كلمات وصف بها الشاب الثلاثيني ما قام باستخدامه مؤخرا حتى تلاقي منتجاته رواجا لدى الكثيرين.
يقول رضوان إنه قد استغنى عن عمله ليهتم بشكل أكبر بما ينجزه من رسومات الصلصال ويبيعها للأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، «الموضوع عاجب ناس كتير، ولكن فيه ناس مشكلتها كلفة المج العالية، وده بيكون غصب عني لأن الخامة اللي بستخدمها نضيفه والمج بيعيش مع الشخص كتير جدا وبـ400 جنيه».