| من تلميذ لمدرب بنفس المدرسة.. «حسام» يعلم أطفال اسطبل عنتر صناعة السجاد اليدوي

يملك حُلمًا أكبر من كل العقبات، وشغف دائم متجدد لا ينضب، ففي ذات يوم كان يطلّع بين صفحات مجلة صغيرة مخصصة للأطفال على صور المدرسة التي حُرم منها بسبب أزمة أسرية مر بها قبل سنوات قليلة، أثارت غيرته لاستكمال تعليمه، لم يستسلم للظروف وبحث بين «كوم قش» عن شعاع نور يضئ عتمة الجهل حتى عاد إلى المدرسة ليستكمل دراسته بعد انقطاع دام أعوام، وباتت ملامحه تشي لمعلميه بما في رأسه من أحلام تصل إلى عنان السماء.

حلم استكمال التعليم يتحقق في اسطبل عنتر

في الطابق الأرضي لمؤسسة «أحلام اسطبل عنتر»، مشهد يخطف الأنظار لأطفال وشباب في سن المراهقة كلٌ منشغل في إبرة وخيط أمام أوتار نول تفوق ضعف أطوالهم، شغفتهم حبا فأبدعوا في تنفيذ أشكال وأحجام متفاوتة من السجاد اليدوي، يقف على رأس مجموعة منهم حسام أحمد ذلك المراهق الذي عافر من أجل حلمه وأكمل تعليمه وبات «صنايعي» ماهرا بعد أن كان تلميذا في المكان نفسه.

«اضطريت أسيب المدرسة وأنا في تانية ابتدائي لظروف عائلية خاصة، رفضت استسلم للظروف وبعد سنين كملت تعليمي»، يقول المراهق، البالغ من العمر 15 عاما، في حديثه لـ«» ومن أمامه النول يغزل عليه بأنامله السجاد، وحوله أطفال صغار يتعلمون منه.

«حسام» يحترف صناعة السجاد اليدوي

بين طلاب مدرسة «اسطبل عنتر المجتمعية»، عُرف «حسام» بتفوقه الدراسي وحرصه على استكمال تعليمه، إلى جانب تقدمه الملحوظ في حرفة السجاد اليدوي التي يتعلمها بجانب المواد التعليمية، بحسب نظام المدرسة المجتمعية: «يومي كان بيتقسم نصين، الصبح في المدرسة بتعلم وبعد الضهر في المشغل بتعلم حرفة تفيدني»، بحسب روايته، حتى أحب الحرفة وأجادها وبرع في تصميم السجاد اليدوي بشهادة أستاذه المشرف على تعليمه.

من طالب لمُدرب سجاد يدوي

رائحة الخيوط تفوح من المشغل، يشير«حسام» بأصابع يده اليمنى إلى النول فيتجلى شكل السجادة التي يعكف الآن على تنفيذها بنفسه بمشاركة الطلاب الأصغر منه سنا المشرف على تعليمهم: «بقيت مسؤول عن تعليم مجموعة من الطلاب الصغيرين في مدرسة اسطبل عنتر بعد ما كنت طالب مكانهم»، على حد قوله، فخورا بما وصل إليه من مستوى متقدم بدعم من والدته، يطل من حين لآخر على قطعة السجاد المنسوجة يتابع كل جزء بها باهتمام كبير، كأب يطل على أولاده صباح كل يوم ليطمئن عليهم في فراشهم.

أحلام المراهق «حسام» لم تقف على عتبات مشغل «اسطبل عنتر»، فيتمنى أيضا استكمال دراسته ليصبح مهندسا معماريا، كما يخبر والدته دائما: «نفسي أكمل في السجاد اليدوي وأوصل لحلمي البعيد وأدرس هندسة معمارية زي ما حققت حلمي وكملت تعليمي»، بحسب تعبيره.