شارب رفيع، يعلو بشرة قمحاوية، وشعر شديد السواد مجعد قليلًا، وقوام ممشوق مع وسامة هادئة، هكذا عرف الجمهور الفنان كمال الشناوي منذ بداياته، لكنهم أحبوه أكثر حينما شاهدوا فنه وأعماله البديعة واحدًا تلو الآخر من السينما إلى التلفزيون إلى المسرح، منذ بدايته في الأربعينيات، وحتى رحل في مثل هذا اليوم 22 أغسطس عام 2011، تاركًا خلفه إرثا فنيًا كبيرًا خاصة على الشاشة الكبيرة.
الفيلمان الأول والأخير للفنان كمال الشناوي
ويعود تاريخ أول أفلام كمال الشناوي في السينما إلى عام 1974، من خلال فيلم «غني حرب»، الذي أدى خلاله دور الشاب «سامي»، ودارت أحداثه حول الحياة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حينما أصاب الثراء بعض التجار المستغلين الذين خزنوا البضائع ولجأوا إلى رشوة موظفي الحكومة من أجل الحصول على السلع وبيعها بأسعار عالية، ثم تنمو قصة حب بين ابنة أحد تجار الحرب وبين رجل فقير، ويتصور غني الحرب أنه بماله يمكنه شراء ذمم الآخرين.
وبرغم أن «الشناوي»، كان بعمر صغير آنذاك في سن 26 عاما، إلا أنه استطاع أن يلفت الأنظار إليه، وكان الفيلم من تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج نيازي مصطفى، ومن بطولة بشارة وكيم وحسن فايق وإلهام حسين، وفى لقاء تليفزيونى سابق، ذكر «الشناوى» أنه طلب 500 جنيه أجرًا عن دوره، الأمر الذى رفضه المنتج واعتبره مبالغ فيه، واكتفى بمنحه 100 جنيه.
وبعد 59 عاما من العمل الفني المتميز، الذي أدى خلاله «الشناوي» أدوارًا حفرت في ذاكرة الجماهير، قدم الفنان القدير آخر أدواره السينمائية من خلال الفيلم الكوميدي «ظاظا»، والذي أدى خلاله دور رئيس جمهورية.
ولعب الشناوي أحد أدوار البطولة أمام الفنان هاني رمزي خلال الفيلم، الذي دارت أحداثه حول «ظاظا» الشاب البسيط، الذي قررت إحدى سيدات المجتمع ترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، وذلك بفضل علاقاتها المتشعبة إذ تعمل مذيعة ورئيسة لإحدى القنوات، ويفاجأ بهذا الترشيح وتتوالي الأحداث، وهو من تأليف طارق عبد الجليل، وإخراج علي عبدالخالق.