في ساعة تزامنت مع عودة الجنود الأوكران، ينتظرهم الجميع ليسمعوا قصصا عن مواجهاتهم لهيب الحرب، يقف المصري أحمد عروس داخل سوق مزدحمة ممسكًا بزوجته، حاملًا طفله على كتفيه حتى يقتنص له آخر «حفاضة» من المكان الذي شحّت منه السلع في لحظة، ثم يتجه بأسرته إلى حدود سلوفاكيا متخطيًا ذكريات مبهجة، عاشها رفقة زوجته ونجله ذو الـ10 سنوات في «لفيف». «أوضاع مرعبة وغير مستقرة».. جاءت هذه الجملة بنبرة حزينة وبأنفاس أنهكتها مسافات السفر على لسان الطبيب الشاب أحمد عروس الذي اضطر وعائلته إلى ترك منزله في أحد شوارع مدينة لفيف الواقعة غرب أوكرانيا بعد أيام قليلة على بداية الحرب التي تشهدها البلاد و بعد ساعات من القصف الذي هز أرجاء مكان إقامته ويكمل: «مكناش ناويين نسيب مدينة لافيف بعد قصف المطار العسكري اللي حصل في البلد اللي احنا فيها كان مرعب.. تطور الأحداث مخيف.. ولأن وارد نواجه مخاطر قررنا السفر لمصر».
أوضاع اقتصادية صعبة
الأزمة التي طالت المواطنين وأدت إلى إرتفاع أسعار المنتجات والمستلزمات الغذائية وغيرها، تسببت في شعور حزين للشاب وزوجته، إذ يقول في حديثه مع «» إن الأسواق شهدت حالة زحام شديدة بعد شن روسيا هجمات على أوكرانيا موضحًا: «مكناش قادرين نتعايش مع الواقع.. البلد هنا بتواجه أوضاع غير مستقرة ونقص في السلع وغلاء أسعار بشكل غير طبيعي وقررنا السفر.. عشان نستقر في بلدي سوهاج».
أحمد: عرضت على زوجتي الأوكرانية مغادرة البلاد
لا يختلف حال العشريني أحمد عروس، كثيرًا عن زوجته المواطنة الأوكرانية «تاكا فيكتوريا»، التي عانت من ويلات الحرب في بلادها خلال الأيام الماضية وقررت مغادرتها رفقة زوجها الطبيب الذي واصل حديثه قائلًا: «عرضت على زوجتي السفر لمصر بسبب الظروف المحيطة بينا، وتحديدًا للإقامة في محافظتي سوهاج.. وبعد أقل من أسبوع على بداية الحرب فوافقتني».
لافيف غير آمنة
امتدت الظروف الراهنة في أوكرانيا إلى العائلة الصغيرة المكونة من 3 أفراد، وبدلت أحوالهم في أيام قليلة، رغم أن المنطقة التي تقيم فيها الأسرة أصبحت غير آمنة في غضون أيام، ويضيف: «مع اشتعال الحرب شغلي وقف لأن الظروف كانت طاغية على الحركة والأمور الطبيعية اتبدلت.. كان صعب أتواصل مع عملا بحكم شغلي في الوضع الحالي.. ورغم إن لفيف مكانش فيها خطر وكانت منطقة آمنة قبل القصف لكن في حاجات كتير اتغيرت بحكم الحرب.. مكنتش لاقي حفاضة لابني قبل السفر».
أحمد وزوجته يتركان ذكرياتهما بعد الحرب
يروي الطبيب، أنه ترك ذكرياته في أوكرانيا التي عاش فيها وتعرف بحكم عمله بها على زوجته العشرينية «تاكا» ونشأت بينهما قصة حب تكللت بالزواج قبل سنوات، مؤكدًا: «فجأة سبنا ذكرياتنا أنا ومراتي.. اللي بدأت علاقتي معاها بحكم شغلي كمدرب شخصي.. كنت بدربها لمدة شهرين.. وغابت فترة وبطبيعتي بسأل عن الناس اللي بتربطني بيهم علاقة عمل.. كلمتها أطمن عليها لما غابت فترة.. من وقتها بدأت قصة حب وانتهت بالجواز».
قصف عنيف في مكان إقامة الأسرة
ويختتم «عروس» حديثه أنه اتجه إلى الحدود الأوكرانية مع سلوفاكيا بعد ساعات من قصف الطيران الروسي للمطار العسكري في المدينة التي يقيم فيها مع أسرته، مستطردًا: «إقامتنا في أوكرانيا تحديدا في مدينة لفيف.. وهي منطقة قريبة جدًا من دولة بولندا وحوالي 70 كيلو متر بتفصل المدينة اللي بنقيم فيها عن حدود أوكرانيا ولافيف.. وشهدت قصف مطار عسكري من كام يوم.. لكن قبل تدمير المطار كانت المنطقة آمنة.. وعلى أي حال الحمد لله إحنا وصلنا مصر».