عبدالرحمن سامح هريدي
في حين أنّ أحداث العدوان الإسرائيلي على فلسطين تدور على بعد سبعمائة ميل من أثينا، إلا أن آثار الحرب يشعر بها الرياضيون في اليونان، إذ امتنع معظمهم في بطولة كأس العالم للسباحة المقامة حاليًا عن الإدلاء بأي تصريحات سياسية، ولكن المصري عبد الرحمن سامح هريدي الذي توج بالذهبية كان له رأي آخر وأبى أن يظل صامتًا تجاه العدوان الغاشم الذي يتعرض له أشقاؤنا في قطاع عزة، ويعلن دعم للقضية الفلسطينية.
عبدالرحمن سامح هريدي رفض الاحتفال بذهبية كأس العالم
السبّاح المصري عبدالرحمن سامح هريدي واجه الأمريكي مايكل أندرو، ونجح في الحصول على أول ميدالية ذهبية له في بطولة كأس العالم للسباحة 2023 في منافسات 50 متر فراشة رجال، إذ سجل زمنا قدره 23.04 ثانية، وجاء الأسترالي إسحاق كوبر في المركز الثاني بزمن 23.19 ثانية، وجاء الأمريكي مايكل أندرو في المركز الثالث بزمن 23.32 ثانية.
وبعد فترة وجيزة من السباق، كشف سامح أنّه تلقى هجومًا طوال الأسبوع بسبب دعمه لفلسطين، وبحسب موقع World Aquatics على YouTube، قال سامح: «بصراحة، لا أعرف إذا كان يجب أن أحتفل بهذا أم لا. أخي وأختي يُقتلان في فلسطين الآن». وشبه سامح مقتل الفلسطينيين بوفاة إخوته، مؤكدا على مدى تأثير الحرب الدائرة في الأراضي المجاورة عليه نفسيًا.
من هو عبدالرحمن سامح هريدي؟
وبحسب موقع World Aquatics، فـ السباح المصري عبدالرحمن سامح هريدي من مواليد 9 مارس 2000، بدأ «سامح» مسيرته الرياضية في نادي التوفيقية ويلعب في النادي الأهلي حاليًا، بعد أن شارك في أولمبياد طوكيو عام 2020.
حصل عبدالرحمن سامح على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية للشباب 2018 في سباق 50 مترًا حرة. وصل إلى النهائي في سباق 50 مترًا فراشة للرجال في بطولة العالم للألعاب المائية 2023، واحتل المركز الثامن. وفي المحطة الثانية من سلسلة كأس العالم للسباحة 2023 في أثينا، فاز سامح بالميدالية الذهبية في سباق 50 مترًا فراشة وتنافس في سباق 50 مترًا فراشة للرجال في بطولة العالم للألعاب المائية 2019.
عانى عبدالرحمن سامح هريدي منذ طفولته من مشكلات في التنفس والتركيز وفرط الحركة، وهو ما كان سببًا في أن نصحه الأطباء بممارسة رياضة السباحة، بحسب لقاء تليفزيوني سابق على فضائية CBC مع الإعلامية منى الشاذلي، يقول «سامح»: «ماما صحابها كلها دكاترة، وأنا من سن 4 سنين كان عندي مشاكل كتير زي الربو ومشاكل في التنفس، الدكاترة قالولها ارميه في المياه وهو هيصرف أموره».
وشقيقة «عبدالرحمن» هي ياسمين الذي يُطلق عليها لقب «بطاطس» ووالدته هي لمياء المنياوي، تقوم بدور الأب والأم، خاصة وأنّ السباح المصري رحل عنه والده قبل عدة سنوات.
واعتبر «سامح» مديره الفني الدكتور محمد إبراهيم الدسوقي بمثابة أبًا له بعدما وجد به العديد من الصفات التي تتشابه مع والده: «هو بيزعقلي زي ما أي أب بيزعق لابنه، وأنا مسجله على الموبايل بابا، وبحسه والدي عشان هو فيه شبه كتير من بابا الله يرحمه؛ نفس العصبية وخفة الدم وتقريبًا شبه نفس الحكاوي اللي كان والدي بيحكيها لي زمان».
لمياء المنياوي في تصريحات تليفزيونية سابقة على فضائية DMC، تحدّثت عن تأهيل نجلها عبدالرحمن سامح حتى أصبح بطلًا عالميًا، تقول: «احنا عايشين عشان عبدالرحمن، وبنرتب أوقاتنا على المناسب ليه من لما كان صغير هو وأخته، بنبدأ يومنا حسب تمارينهم ومدرستهم هتمشي إزاي، لحد ما وصلنا أنّه بقى بطل، احنا أولوياتنا هو هيعمل إيه عشان يقدر يحقق طموحه، دراسته كان ليها أولوية ولكن بالتنسيق مع ممارسة الرياضة».
جدير بالذكر أنّ عبدالرحمن سامح هريدي ما زال يدرس في الوقت الحالي بجامعة نوتردام الأمريكية، التي يمثلها في البطولات الخاصة بالجامعات، ويلعب حاليًا في النادي الأهلي.