بعد كل نجاح يحققه أبطال مصر خارج البلاد بمختلف المجالات، خاصة الرياضية، تسود فرحة عارمة بين أفراد الشعب، لتنتشر صور النجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع وتتعالى الهتافات بأسمائهم، بينما يسارع آخرون لدعم والترويج لمحالاتهم التجارية بدعاية جديدة من نوع خاص.
صلاح له نصيب الأسد بالخصومات.. والشناوي وملاك بقائمة التخفيضات
بين محمد صلاح ومحمد الشناوي وهداية ملاك، أسماء عديدة لنجوم رياضيين لمعت بتحقيق أرقام قياسية ونجاحات غير مسبوقة، ليستغل عدد من أصحاب المطاعم والكافيهات تلك المناسبات بإعلان تقديم تخفيضات لمن يحملون الاسم ذاته، آخرهم بطلة التايكوندو بعد تحقيقها الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية «طوكيو 2020»، حيث أعلن صاحب أحد المطاعم بالتجمع الخامس عن «%20 خصم لأي بنت اسمها هداية»، على أي طلب أو وجبة يشترونها، بشرط التأكد من بطاقات هوية الزبائن، كطريقة لتكريم اللاعبة والإشادة بها والترويج للألعاب الفردية وأبطالها من شباب مصر.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يعلن فيها مطعم عن خصم لحاملين أسماء مشابه للنجوم، فمن أشهرهم، اللاعب محمد صلاح ، نجم فريق «ليفربول» البريطاني والمنتخب المصري، الذي حصد نصيب الأسد بين التخفيضات عقب النجاحات العديدة التي حققها بالداخل والخارج، حيث إنه في 2017، بعد إحرازه هدفا أهل مصر للصعود إلى مونديال روسيا، بعد مباراة حاسمة أمام الكونغو، أعلن مطعم بمدينة راس غارب في محافظة البحر الأحمر، عن تقديم وجبات مجانية لأي مواطن اسمه محمد صلاح، وأيضا قدمت سلسلة محلات للأدوات الكهربائية تخفيضات في كل فروعها لمن يحملون اسم محمد صلاح، بالإضافة لإهداء شركة لخدمات الموبايل 10 باور بانك، لأول عملاء بالاسم نفسه، وفي العام التالي، قدم مطعم عربي في مدينة ليفربول وجبة فلافل مجانية مع كل هدف يسجله صلاح بمباريات الموسم الإنجليزي.
وعلى غرار «مو صلاح»، حقق حارس مرمى منتخب مصر اللاعب محمد الشناوي، نجاح ضخم وتألق واسع لمهاراته المميزة خلال مباريات مصر في مونديال روسيا، وحصل على جائزة رجل مباراة مصر وأوروغواي في كأس العالم 2018، ليعلن بعدها أحد الكافيهات في القاهرة عن تقديمه خصم 50% على كل الطلبات لمن يحملون اسم لاعب كرة القدم، لتشجيعه ودعمه.
مسئول دعاية: وسيلة ناجحة للترويج ودعم أبطال مصر.. وأستاذ علم اجتماع: يجب موافقة النجوم أولا لتجنب الاستغلال
تلك الخصوصمات العديدة لمن يحملون أسماء اللاعبين البارزين، يجدها يسري محمود، مسؤول الدعاية بأحد سلاسل المطاعم والكافيهات الشهيرة، وسيلة لتقديم الشكر لنجوم مصر من جهة، وأخرى كدواعي فخر، وثالثة لتشجيع الزبائن وجذبهم ونشر نوع من التنافس وحالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى محمود أن تلك الطريقة الحديثة من الدعاية حققت بالفعل عوائد ضخمة بين تلك الشركات، حيث ساعدت في تحقيق انتشار أكبر وأوسع، فضلا عن زيادة الإقبال، وارتباطهم بعروض وتخفيضات سابقة مع اللاعبين البارزين.
فيما ترة الدكتورة عزه صيام، أستاذ علم الاجتماع، أن إعلان التخفيضات بين المحال على أسماء اللاعبين العالميين، يعتبر نوع جديد من الدعاية عبر السوشيال ميديا، ولدته مواقع التواصل الاجتماعي، يهدف من خلاله أصحاب الشركات الترويج لأنفسهم من خلال الأسماء المشهورة لجذب المستهلك، وهو ما يفرض أهمية موافقة النجم أولا قبل تقديم تلك العروض حتى لا يقع تحت بند الاستغلال.
وتجد صيام أن تلك الوسيلة من الدعاية الجديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تخلق حالة من الشغف بين رواد، ولا تتسبب في أي جوانب سلبية بين أفراد المجتمع، باعتبارها دعاية فقط وليست سبيلا للشهرة والاستغلال.