| من هو المحامي اليهودي صاحب مصطلح «الإبادة الجماعية»؟.. تحاكم إسرائيل بسببه

الإبادة الجماعية «Genocide»، مصطلح مشتق من الكلمة اليونانية «Genus» ومعناها الجماعة، ومن الكلمة اللاتينية «Caedere» ومعناها يقتل، اي أنها تعني «قتل أو تدمير الجماعة»، بحسب كتاب «تطور مفهوم جرائم الإبادة الجماعية في نطاق المحكمة الدولية» للدكتور معمر عبد الحافظ والدكتور حامد حامد.

يهودي صاحب مصطلح الإبادة الجماعية

من المفارقات أن مصطلح الإبادة الجماعية تراءى الى مسامع العالم لاول مرة على لسان المحامي اليهودي البولندي رفائيل ليمكين، عام 1943، بعد أن أبدى اهتماما خلال طفولته بالقراءة عن المذابح التي تعرض لها عديد من الجماعات في العالم، مثل الأرمن والآشوريين وضحايا الغزوات المغولية ونيرون، قبل أن يتذوق هو ألم الفقد بسبب الاضطهاد، عندما اضطرت عائلته الى دفن كتبها ومقتنياتها الثمينة، قبل الاحتماء في غابة قريبة من منزلها، عندما امتد القتال بين القوات الروسية والألمانية خلال الحرب العالمية الأولى لمزرعتهم، ليتوفى صموئيل شقيق ليمكين، بسبب الالتهاب الرئوي وسوء التغذية، بينما بقيت الأسرة في الغابة.

حياة هادئة كان يعيشها المحامي اليهودي ليمكين -من مواليد عام 1900- في طفولته لأب مزارع وأم تدرس الفلسفة، أعدت مكتبة في بيتها بالمزرعة، وعلمت أطفالها في المنزل قبل أن يلتحق بالدراسة الجامعية في أمريكا، ويعمل بالمحاماة ويرسي اتفاقية تحاكم بها إسرائيل اليوم.

إسهامات ليمكين، في تدوين الإبادة الجماعية كجريمة بموجب اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، جعلها تصبح أول معاهدة لحقوق الإنسان اعتمدتها بالإجماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 9 ديسمبر 1948، قبل أن يتوفى عن عمر 59 عاما.

وتحتوي المادة 2 من اتفاقية الإبادة الجماعية، على تعريف المصطلح، بأنه الأفعال التي ترتكب بهدف التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة عرقية أو دينية أو قومية، من خلال القتل او إلحاق الضرر الجسدي أو العقلي أو إخضاع أفراد الجماعة عمدا لظروف معيشية صعبة أو نقل الأطفال من مجموعة لأخرى، أو فرض تدابير تحول دون الإنجاب داخل الجماعة.

جرائم يعقاب عليها بموجب الاتفاقية 

الجرائم التي يتم العقاب عليها بموجب الاتفاقية، كما وردت بالمادة (3) هي: الإبادة الجماعية والتآمر على ارتكابها، والتحريض المباشر والعلني عليها، أو الاشتراك بها.

محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية 

تحاكم دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، أمام محكمة العدل الدولية بالتهمة التي صاغها المحامي اليهودي، ووفقا للاتفاقية التي أرساها، وهي تهتمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ليس فقط منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، لكن منذ أن وطأ الاحتلال أرض فلسطين، وأقام دولته غير الشرعية عام 1948.