لأول مرة يسير المسلمون في شوارع استوريا بولاية أوريجون الأمريكية، يسمعون صوت الأذان واضحًا ومسموعًا، بعد عقود من الزمن كانت الصلوت الخمس تُصلى حين يدخل وقتها، وليس حين ينادى لها المؤذن كما هو متعارف عليه في الدول العربية والإسلامية.
الفتاة المصرية رنا عبدالحميد، نجحت في الحصول على قرار رسمي يسمح برفع الأذان في مكبرات الصوت في مدينة أستوريا بالولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة بعد 31 عامًا، عاشتها في الولاية الأمريكية تسمع فيها الأذان بصوت مرتفع في شوارع المدينة.
من هي رنا عبدالحميد؟
الفتاة المصرية رنا عبد الحميد، رائدة أعمال وناشطة أمريكية مسلمة من أصول مصرية، من مواليد 6 مايو 1993، التحقت بالمدارس الحكومية، وتخرجت في جامعة ميدلبري في ولاية فيرمونت الأمريكية، وعضوة بمنظمة الديمقراطيين الاشتراكيين، أسست مؤسسة «حجاب نيويورك»، ومبادرة المرأة لتمكين الذات، وتعمل كمديرة للتسويق والشراكة بشركة «جوجل».
نشأت «رنا» في نيويورك وتربّيت وسط عائلة مصريّة من المهاجرين والطبقة العاملة، وعاشت مع والديها وأشقائها الثلاثة في شقة صغيرة من غرفة واحدة في آستوريا، امتلك والدها مطعمًا محليًا للمأكولات الحلال في الحي، ومع الوقت اضطر للعمل بوظيفة ثانية بسبب غلاء أسعار الإيجارات، وهي سائق سيارة أجرة، ومع مرور الوقت، لم يستطع التأقلم مع صعوبة المعيشة واضطرً لإغلاق محلّه الصغير، واضطرت العائلة إلى الانتقال 6 مرات خلال مراحل طفولتها بسبب استمرارية ارتفاع أسعار الإيجارات وظروف السكن السيئة.
وبحسب مجلة «Forbes» الأمريكية، فقد تعرضت رنا عبدالحميد في عمر الـ16 لمحاولة نزع حجابها من رجل، بينما كانت تسير في شوارع نيويورك، تقول رنا: «تعرّض والدي وأخي للمضايقة من الشرطة، وتمّ مراقبة المساجد والمراكز المجتمعيّة، وعندما بلغت عمر السادسة عشر، هاجمني أحدهم بينما كنت أمشي في الشارع، وشتمني وخلع حجابي، فهربت حينها، وتعهّدت لنفسي بألا يتكرّر هذا الحادث معي مجددًا، لأنني سأكون مستعدة، تدرّبت على فنون القتال وحصلت على الحزام الأسود».
أول مركز نسائي في أستوريا
اتخذت «رنا» محاولة الاعتداء عليها حافزًا ومدخلًا للدفاع عن النساء، وأنشأت منظمة غير ربحية درّبت فيها آلاف النساء حول العالم للدفاع عن النفس ومواجهة جرائم الكراهية، وأن يصبحن قدوة للآخرين في مجتمعاتهن ونشر طرق الشفاء النفسي.
كان هدف «رنا» هو التركيز على بناء أول مركز نسائي على الإطلاق في أستوريا، من شأنه خدمة الناجيات من العنف الأسري، وتوفير سكنًا ميسورًا للناجيات المهاجرات، وقبل عامين أعلنت ترشحها لخوض انتخابات التجديد النصفى لمجلس النواب الأمريكي 2022 عن الدائرة الثانية عشرة في نيويورك، لتنافس النائبة الديمقراطية المخضرمة كارولين مالوني، كأول مصرية وثالث مُسلمة تترشح داخل الكونجرس الأمريكي.
جدير بالذكر أن الفتاة المصرية رنا عبدالحميد حصلت على ثلاثة تصاريح لرفع الأذان عبر مكبرات الصوت في الولاية التي تقطن بها من 31 عامًا، وعقب الحصول على الإذن برفع الأذان في شوارع استوريا، حرصت رنا عبد الحميد ووالدتها منى البغدادي على توزيع وجبات الإفطار الساخنة، على الصائمين في استانواي استوريا قبل موعد الإفطار.