| مهاجم وطالب وصنايعي بيتزا.. حكاية محمد صلاح «المنوفي»: بذاكر في المواصلات

ساعات النهار كاملة يقضيها في الساحرة المستديرة، بين التمرين والمباريات، يبدأ بالصباح المبكر، ويعود منها في الساعة 6 مساءً، يرتاح قليلاً من معاناة المواصلات، يأخذ نفسه لدقائق، يتناول العشاء، تأتي عليه الثامنة مساءً وهو يمسك الفطائر والبيتزا ويعدها للزبائن، ولكن هناك شيئًا ثالثًا في حياة الشاب محمد صلاح، 19 عامًا، لاعب نادي ميت خلف بدوري الدرجة الثالثة، وهو أنه يدرس بالصف الثالث الثانوي، ومقبل على أداء الامتحانات، وتلك المشكلة كان الحل فيها هي وسائل المواصلات، إذ يأخذ يوميًا فيها 4 ساعات ذهابًا وإيابًا، وخلال ذلك الوقت يمسك كتابه ليذاكر بعض دروسه.

أصحاب الأحلام مرهقون، تجدهم ينهشون في الصخر من أجل فرصة واحدة، مباراة مع فريق كبير مثل الأهلي أو الزمالك، أو دخول اختبارات أندية الدوري الممتاز، لذلك فلاعب القسم الثالث محمد صلاح، يقضى حوالي 16 ساعة من يومه، بين لعب كرة القدم، والعمل الذي يوفر له دخلاً.

بداية حلم «صلاح»

يروي «صلاح»، لـ «»، حكايته التي بدأت أثناء دراسته بالمرحلة الإعدادية، وقتها نما في قلبه وعقله حب كرة القدم، مقررًا التمرين بمفرده أثناء وجوده بمركز الشباب التابع لمدينته، حتى وصل للمرحلة الإعدادية، مضيفًا: «كنت دايما بلعب في الدورات المدرسية، وأنا في إعدادي مدرس الرياضة بتاعي عرض عليا أروح نادي غزل شبين، ولكن لما رحت الاختبارات ربنا موفقنيش، ومتضايقتش ولا يأست، السنة اللي بعدها قررت دخول الاختبارات تاني وفعلا نجحت، أول ما روحت لعبت وبقيت هداف الفريق».

عمل «صلاح» في محل بيتزا منذ 6 سنوات

في بداية العام الحالي، انتقل «صلاح» لنادي ميت خلف بدوري القسم الثالث، وتألق مع الفريق حتى لعب بالفريق الأول، ومن ثم أصبح ضمن القوام الأساسي، وأنهى فريقه المركز الثاني بالبطولة، ومن سوء حظه يصعد فقط صاحب المركز الأول إلى القسم الثاني: «طوال السنين اللي فاتت بلعب كورة، لكن شغلي برضه مهم، أنا بدأت أشتغل في 2016 في محل البيتزا بتاع والدي، لأن أنا ابنه الوحيد على 4 بنات، ولازم أساعده».