| مواطنون يواجهون برد «طوبة» لأجل لقمة العيش.. «المجد للشقيانين»

أقلقت لقمة العيش مضاجعهم، وتخلوا عن الدفء والراحة، فخرجوا ليلا للعمل، متحملين برد الشتاء القارس بعزيمة الأبطال، وكانوا كالرواسي في مواجهة الطقس السيئ، لأجل أسرهم البسيطة.

موجة برد قاسية، ضربت البلاد خلال الأيام الماضية، إذ انخفضت درجات الحرارة ليلًا لمعدلات غير مسبوقة، ورغم ذلك الطقس الصعب، لكنه لم يمنع العديد من السعي خلف الرزق الحلال، عبر نماذج مختلفة، رصدتها «» لرجال تحدوا برودة الشتاء، بينهم حسن عبدالحميد، الذي تجاوز الـ50 من عمره ويعمل كحارس أمن لأحد البنايات في منطقة الدقي مستعينا بملابس ثقيلة وطبقات متعددة منها لمواجهة البرد القارس.

«حسن» حارس أمن يواجه البرد بالشاي

عم «حسن»، يحكي لـ«» أنه يحرص طوال الليل على تناول المشروبات الدافئة مثل الشاي والقهوة، للاستعانة بسخونتها في مقاومة الجو القارس، إذ يعمل لمدة 8 ساعات، تبدأ من 11 مساء وحتى 7 صباحًا.

وظيفة الرجل الخمسيني، تحتم عليه البقاء متنبهًا ومستيقظًا طوال الليل لحماية المكان الذي يحرسه، لأجل راتبه الذي يعينه على تحمل نفقات أسرته، مرددا «الحمد لله على اللي يجيبه ربنا وربنا يقوينا».

ممدوح سائق تاكسي يعمل في الليل فقط

ممدوح فاروق، سائق التاكسي يحب العمل مساء، من الساعة 10 ليلًا وحتى 8 صباحًا خلال فصلي الشتاء والصيف، وهو ما اعتاد عليه منذ سنوات طويلة، لتجنب الزحام الموجود نهارًا، لذا يتغلب على البرد بإغلاق زجاج السيارة عدا الخاص بالباب اليمين من الخلف، لتهويتها لمنع تكوين شبورة مائية بسبب بخار الماء على الزجاج.

يعمل الأسطى «ممدوح»، البالغ من العمر 53 عاما، ليلًا منذ سنوات طويلة ويحرص دائمًا على التواصل مع أسرته خلال أيام الإجازة، ليشاركهم أحداثهم اليومية.

أحمد السوهاجي بيدفي نفسه بالشغل

أما الشاب أحمد السوهاجي، الذي انتقل للجيزة، من مدينته بسوهاج، للعمل كبائع في أحد الأكشاك، يتمنى أن يصبح مالك لمحله الخاص، ليكون حر نفسه، حسب تعبيره، لذا يداوم به من 11 مساء للساعة 11 صباحًا، ويستعين للتغلب على البرودة بالعمل باستمرار، من خلال البيع وترتيب البضاعة الموجودة في الكشك للشعور بالدفء.

«أحمد»: الشغل في الكشك أحسن من مفيش

أحمد محمد، شاب صعيدي من المنيا، حاصل على دبلوم جاء للقاهرة للعمل ويعمل كبائع في أحد الأكشاك لبيع الشاي والقهوة والبسكويت، إذ يعمل يوميًا من 11 مساء إلى 12 ظهرًا بواقع 13 ساعة عمل يوميًا، لذا يرى أن الأجر غير مجزي مقابل تلك الفترة ولكنه يعتبره «أحسن من مفيش».

يفضل الشاب الصعيد العمل ليلا، كونه يعتبرها الفترة الأفضل على مدار اليوم، مستعينا بالملابس الثقيلة والمشروبات الدافئة دائمًا طوال الليل لمواجهة برودة الطقس.