في نهاية أبريل الماضي، اشتدت الأزمة والاشتباكات في السودان، وما كان من أبناء الشعب السوداني إلا الفرار إلى دول الجوار للاحتماء بها، لحين استقرار الأوضاع وعودة الحياة إلى طبيعتها، وكانت مصر وتحديدا أسوان، هي الوجهة الأقرب لهم، جاءوا فرادى لمواجهة مصير مجهول، فما كان من أهل النوبة وأسوان إلا أن أحسنوا ضيافتهم، وفتحوا لهم بيوتهم حتى تلاشت مشاعر الفزع من نفوس السودانيين الوافدين.
كواحد من أهالي وادي كركر بمحافظة أسوان، الذين ضربوا مثالا للشهامة مع أهل السودان في أزمتهم الأخيرة، قرر الحاج عوض أحمد، استضافة أسرة كاملة في بيته، فور وصولهم وادي كركر عبورا بمعبر أرقين البري الحدودي مع السودان، وبحسب روايته في بداية حديثه لـ«»، جاءت تلك المبادرة منه بعد رؤيته الأوضاع الصعبة التي جاء بها السودانيين، وحاول أهل النوبة تخفيف المعاناة عنهم.
استضافة أم سودانية و5 أبناء
أم سودانية وأبنائها الخمسة، أسرة استضافها النوبي «عوض» صاحب الـ67 عاما، قبل خمسة أيام في منزله الكائن في القرية الرابعة من قرى وادي كركر، فور إعلان جمعية تنمية المجتمع عن وجود أسر سودانية تحتاج إلى أماكن للإقامة، «أنا عايش لوحدي أنا وزجتي في البيت، وفيه غرفة فاضية مفيش مانع لما نستضيف الأم وولادها لحد ما يدبروا مكان يقعدوا فيه»، بلهجة نوبية عبر الرجل الستيني عن موقفه الإنساني مع أهل السودان.
لم يربط الحاج النوبي أي معرفة بتلك الأسرة السودانية التي فتح لها أبواب منزله، ولكنه اعتبرهم جزء من أهل مصر، فهو بحسب تعبيره، «أنا نوبي والنوبيين هنا وهناك، وليا قرايب في السودان وده حقهم علينا».
وجبات ساخنة وعصائر
وجبات ساخنة وزجاجات مياه وعصائر، تحصل عليها الأسرة السودانية المقيمة في منزل الرجل النوبي «عوض» يوميا، من خلال جمعية تنمية المجتمع بوادي كركر، وبحسب قوله، «كل واحد في النوبة وأسوان بيقدم المساعدة بالطريقة اللي يقدر عليها وأنا اللي أقدر عليه إني أفتحلهم بيتي مجانا».