لم يكن في حسبان العائلة الصغيرة المتألفة من 4 أفراد، أن ينفطر قلبها على أحد أبنائها في وقت مبكر، بعدم تعرض صاحب الـ15 ربيعا من عمره، لحادث تصادم بالموتوسيكل في مدينة نصر بالقاهرة، أسفر عن بتر ساقه، ليقع الخبر على أسرته كالصاعقة، خاصة أنه كان في طريقه إلى الجيم في تلك الليلة، قبل أن يتفاجأ بموتوسيكل يصطدم به بقوة، مما أدى إلى ارتطام جسده في الرصيف بشدة، ليصاب بجروح بالغة، ينقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ليلة الحادث وصدمة والدته
في إحدى الليالي، خرج مجدي فهمي، الطالب في الصف الثاني الإعدادي،، برفقة أحد أصدقائه في طريقهما لأداء التمارين سويًا، وفي أثناء مرورهما إلى الجانب الآخر من الطريق، اصطدم بـ«مجدي» موتوسيكل، ألقى بجسده النحيل إلى الجانب الموازي للطريق، فلم يكن من صديقه المرافق له سوى الإسراع إلى منزله لإخبار عائلته بما حدث، لتحضر والدته مسرعة إلى موقع الحادث، لتجد فلذة كبدها ملقى على الطريق، ومغطى بالصحف لتستنجد بالإسعاف، لإنقاذه قبل فوات الأوان، بحسب ما روته ليليان فهمي، عمة «مجدي»، خلال حديثها لـ«».
مسامح ومش عاوز حاجة
بمجرد دخوله إلى المستشفى، والانتهاء من الإجراءات اللازمة، أخبر الأطباء أسرته بأنه بحاجة إلى إجراء عملية بتر لساقه في أسرع وقت ممكن، ما استدعى إلى دخوله غرفة العمليات في منتصف الليل، ليخرج منها قرب صلاة الفجر، لكن بدون قدمه اليمنى، وعلى الرغم من كل ما تعرض له من إصابات في منطقة الحوض، وبعض التجلطات الدموية، وعدم استقرار حالته الصحية حتى الآن، واحتياجه لعملية أخرى، استدعت إلى دخوله إلى غرفة العناية المركزة مجددًا، إلا أنه قال لوالده بقلب راض: «أنا مسامح يا بابا، ومش عاوز من اللي خبطني حاجة، وربنا يسامحه».
يواصل البطل الصغير رحلة علاجه بقلب مطمئن، ممسكا بيده الصغيرة سبحة لكترونية طلبها من والدتها، لتعينه على ذكر الله طوال الوقت، فقد تربى منذ صغره على حب الصلاة، والحرص على أدائها في أوقاتها، علاوة على طيبته وأخلاقه التي يشهد بها جميع من يراه: «مجدي ده بطل، أن طفل في سنه يشوف المنظر بتاع رجله وهي مبتورة، ولسه راضي ومبتسم، ومتفائل أن ربنا مش هيسيبه، ربنا يزيد إيمانه ويصبرنا، ويرجع حقه من اللي عمل كده، ويصبر أهله»، بحسب حديث عمته.
يحلم بانتهاء الكابوس للعب الكرة
تؤكد «ليليان» أن «مجدي»، يأمل أن ينتهي ذلك الكابوس اللعين الذي تعرض له، ويعود مره أخرى إلى حياته لممارسة كرة القدم، باعتبارها رياضته المفضلة، التي يهوى لعبها رفقة أصدقائه داخل المدرسة، فأخد يردد بعد إفاقته بكلمات انفطرت لها قلب والدته، وهو يقولها بعيون ممتلئه بالدموع: «ماما هو أنا هرجع ألعب تاني؟!»، فلم تتمالك والدته دموعها، لتخبره بقلب يعتصره الألم أنه بطل وبأمكانه أن يستمر نحو حلمه، ويحقق عديد من الإنجازات.
شهامة أصدقاء «مجدي»
تكاتف جميع أصدقاءه والمدرسين لزيارة «مجدي»، إذ حضر الجميع للاطمئنان على حالته الصحية، بعد ما حدث له، ومساعدته في جمع التبرعات بالدم، التي يحتاجها، بعد دخوله إلى العانية المركزة، إذ كتبت أم بعض زملائه: «زميل ولادي في المدرسة اتعرض لحادث كبير، فصيلته -0 ودي من الفصائل النادرة اللي مش موجودة، وده اللي خلانا محتاجين لعدد كبير من المتبرعين، فكل قرايبه وأصدقاءه تبرعوا علشان ينقذوه، وربنا يكمل شفاه على خير».