لم يمهله القدر وقتا ليعيش شبابه ويفرح بتخرجه الذي لم يمر عليه سوى أيام، إذ غيبه الموت فجأة وهو ابن 23 سنة، تاركا خلفه أسرة كاملة قلوبها مكلومة عليه، غير أصدقائه الذين لا يسعهم إلا الدعاء له بالرحمة ودخول الجنة، فسيرة الشاب عمرو سيد سلامة الطيبة وحسن خلقه جعلاه أهلا لهذا الدعاء، وإحساسه باقتراب الموت منه ودنو أجله، جعل قصته عبرة لمن يعتبرـ فآخر ما كتبه عبر «فيسبوك» قبل وفاته بساعات مؤثر جدا، وجدير بالتأمل.
«عمرو»، ابن قرية نزلة الأشطر مركز«أبو النمرس بمحافظة الجيزة، تخرج في كلية دار العلوم هذا العام، وحصل على شهادته الجامعية قبل فترة قصيرة من وفاته صباح اليوم في منزله فجأة وهو في ربيع عمره.
«عمرو» رحل فجأة ولم يعان أي مرض مزمن
«مهدي رجب» صديق «عمرو» وزوج ابنة عمه يحكي لـ«» تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الشاب، الذي انقلبت صفحات السوشيال ميديا إلى دفاتر عزاء حزنا عليه، قائلا «كان كويس ومفيش أي حاجة، لكن توفى فجأة النهاردا الصبح في بيته».
لم يعان «عمرو» من مرض مزمن، وهذا جعل سبب وفاته محيرا، وبحسب «مهدي» الذي رآه أخر مرة منذ أسبوع «مكانش عنده مرض مزمن، لكن من كام شهر كدا بدأ يتعب تعب غريب ويحس بدوخة ساعات، وكان بيغمى عليه ساعات».
آخر ما كتبه «عمرو» على «فيسبوك»
قصة رحيل «عمرو» فجأة تركت في نفوس محبيه وأسرته جرحا عميقا، وأثرت بشدة في رواد منصات التواصل الاجتماعي الذين بدأوا يتداولون قصته، وخصوصا آخر ما كتبه على حسابه عبر «فيسبوك» قبل ساعات قليلة من وفاته، فآخر ما وضعه على حسابه كان دعاء مؤثرا على مجموعة من الصور التي تشير إلى الموت والحياة الآخرة.
«لماذا لا يحدثونا عن نعيم القبر».. عنوان مجموعة من الصور تحدثت عن نعيم القبر ورحمة الله جل وعلا ولقاءه، شاركها «عمرو» قبل رحيله بساعات قليلة عبر حسابه على «فيسبوك»، وكتب عليها متضرعا لله «وإن اقترب لقائي بك، اللهم لا تقبض روحي إلا وأنت راض عني».
صفحات السوشيال ميديا تحولت إلى دفاتر عزاء، وصار كل من عرف «عمرو» أو تعامل معه يذكر محاسنه، وطيب أخلاقه التي عُرف بها، حتى أن البعض لم يكن يعرفه إلا بشكل سطحي، ولكن يحترمه بسبب خلقه الطيب.