لم يعد ديكور رمضان مقتصراً فقط على البيوت، بل أصبح يُزين المطاعم والكافيهات والمحلات وحتى صالات الألعاب الرياضية، حيث يضفى حالة من البهجة التى تعكس طقوس هذا الشهر الكريم، وتتحول الشوارع والأماكن المختلفة إلى صورة جمالية تعبر عن الأجواء الرمضانية المتجسّدة فى الفوانيس والخيامية وأعواد الإنارة بها الزاهية ومجسّمات بوجى وطمطم وفنانيس وغيرها.
فى شارع المعز، يستعد المهندس أحمد كحيل لموسم رمضان مبكراً قبل شهر رجب، حيث يقوم بتصميم ديكورات عربية ورمضانية فى المطاعم والفنادق والمراكز التجارية وحتى البيوت: «إحنا مصنع سجاد يدوى، نمارس المهنة أباً عن جد، وطورت الشغل وصممت القعدة العربى والخيمة البدوية، وحالياً أصمم ديكورات رمضانية للأماكن المختلفة».
يحاول «كحيل» أن يبتكر كل عام تفاصيل وديكورات لرمضان، سواء فى الفوانيس أو ال، فلديه فريق عمل من الرجال والسيدات الذين يصممون الزينة بكميات كبيرة، وتكون جاهزة مع بداية شهر رجب، ليبدأ بعدها خطة التوزيع.
تتوقف مدة تجهيز المكان حسب مساحته والديكورات المطلوبة، ويحرص «كحيل» على توفير ديكورات تناسب مختلف الميزانيات: «آخر مطعم زيناه كان فى المهندسين دورين بـ4500»، مشيراً إلى أن الموسم ينتهى بالنسبة له ليلة الوقفة، وما يتبقى لديه من بضاعة، يحرص على بيعه للمواطنين بتكلفة أقل فى معرض بـ«المعز»: «بنوزع سعادة».
مع بدء العد التنازلى، تعكف ندى لاشين، مهندسة ديكور، على تنفيذ ديكورات رمضان فى عدد من المطاعم والصالات الرياضية «الجيم» ومحلات الياميش والحلوى الشرقية، حيث اعتادت على ذلك قُبيل شهر رمضان: «شغل المطاعم دلوقتى بنحاول يكون شبه ديكور المطعم نفسه، بنحاول ناخد منه الإضاءة أو الهلال والنجوم والبوابات المكتوب عليها رمضان كريم بالنور والأكلريك».
تحاول «ندى» البعد عن الزينة التقليدية، مشيرة إلى أن الجديد فى ديكورات هذا العام الإنارة بمختلف أنواعها من فوانيس وبوابات مضيئة: «دلوقتى كمان الأماكن بتعمل ركن خاص للتصوير». تبدأ «ندى» مهمتها بمعاينة المكان من الداخل والخارج وأخذ مقاساته، ثم تنفيذ الديكور المناسب له حسب شكله، ويستغرق الأمر ما بين يومين وثلاثة أيام: «لكل مكان ديكور معين، لو مطعم بنغطى الشوك والساكين بقماش الخيامية، وبنحرص على استخدام خامات آمنة على المكان».
صيدليات ومطاعم وشركات، مُزيّنة بديكورات رمضان، يصمّمها جعفر حسين، بكالوريوس تجارة وصانع فوانيس، حيث ينتظر هذا الموسم كل عام لممارسة هوايته المفضّلة، التى تدر عليه دخلاً فى تلك الفترة: «أول ما بدأت كنت باصنع فوانيس من الخيامية، وبدأت أطور شغلى من خلال تصميم ديكورات رمضان فى أماكن كتيرة».
يحكى «جعفر» أنه بدأ العمل بهذه الحرفة بالصدفة عقب تخرجه، حيث تعرّف على صانع فوانيس فى شارع المعز وعلمه الحرفة، وسرعان ما تطور بها، وأصبحت أحد مصادر دخله الرئيسية: «بدأت المشروع بألفين جنيه، والسنة دى قُلت أركز على تصميم ديكورات الأماكن». يحاول «جعفر» التجديد فى أشكال الديكورات التى ينفذها، ومنها طباعة صور العاملين فى المكان على الفوانيس وتعليقها: «باروح المكان الأول وأعمل معاينة وأشوف إيه أنسب ديكور».