مطلع تسعينات القرن الماضى كان بداية عمل محمود النسر فى الزى المدرسى مع أخيه الأكبر «محمد»، صاحب فكرة إنشاء المصنع، بعد أن عمل لفترة كـ«مقص دار» بأحد مصانع ملابس الأطفال الكبرى، وعن البدايات يروى «محمود» أن أخاه الأكبر بدأ العمل بشراء ماكينة واحدة لتقفيل الملابس، ثم قام بشراء ماكينة أخرى، وقام بإشراك إخوته الخمسة بالعمل، ومن بينهم «محمود»: «من خامسة ابتدائى وأنا شغال الشغلانة دى، أنا ترتيبى الرابع، الأول محمد وبعدين مصطفى أخويا وبعديه أحمد وأنا وبعدى عمرو، كلنا من صغرنا فى المهنة دى مع أخونا محمد، وخدناها من أولها لآخرها».
«محمود وإخوته».. 30 سنة فى صناعة «اليونيفورم»
بماكينتين فقط بدأت الرحلة التى انتهت بمصنع كبير متعدّد الأدوار، يتضمن عدداً كبيراً من العمالة الدائمة والمؤقتة بالمواسم ومكتباً للبيع بوسط البلد: «ابتدينا بالسرفلة والسنجر وربنا كرمنا وجيبنا التطريز، رُحت أخدت دورة فى المحلة مع إنى ماعرفش أى حاجة بالتطريز وأخدت دورة بالتصميم ومسكت التصميم والتطريز»، حسبما ذكر «محمود»، أحد أصحاب أحد المصانع الخاصة بتصنيع الزي المدرسي.
إنتاج الزي المدرسي
موسم العمل بإنتاج الزي المدرسي يبدأ بشهر يوليو من كل عام، وتبدأ حركة البيع والشراء منتصف أغسطس، وتصل ذروة الشراء بالأسواق مع بداية شهر سبتمبر: «من 1 سبتمبر باسم الله ما شاء الله المصنع يوميًا بنك (القص) مابيفضاش، بنقص أكتر من 1000 حتة كل 3 أيام».
نسبة القطن العالية والتصميمات الكلاسيكية كانت السائدة بملابس المدارس فترة التسعينات وبداية الألفية، غير أن تغييرات كبيرة طرأت على مهنة صناعة الزى المدرسى، منها تغيير الخامات التى أصبحت قاصرة على خامة «الميلتون» التى تتضمّن الكثير من الألياف التى قد تتعرّض لتغيير اللون والوبر بتكرار الغسيل، على عكس الأقطان، كما أصبح يغلب عليها التصميمات العصرية كالتيشرتات بديلة للمرايل والقمصان، وفقاً لـ«محمود»، كاشفاً عن إمكانية اختبار الأقمشة إذا ما كانت تحتوى على قطن أم لا من خلال حرق قصاصة صغيرة من القماش إذا صدر عنها دخان، فالقماش يتضمّن «البوليستر»، أما لو صدر عنها تراب، فالقماش يحتوى على قطن.
منافسون جُدد بالسوق المحلية لصناعة الزى المدرسى من السوريين منذ عام 2013، ويمتازون بإتقان كبير فى صناعة الملابس، كما أن لديهم القدرة على قراءة السوق بصورة جيدة والعمل على أساسها، ويعتمدون بصورة أساسية على كثافة الإنتاج، وهو ما أوجد تعاوناً فى مراحل الإنتاج بين السوريين والمصريين، خاصة مع دخول عدد من السوريين بصناعة النسيج وتوفير الأقمشة، حسبما ذكر «محمود».