| «موسى» إمبراطور «المش» في باب الشعرية: «سر الخلطة بركة ربنا»

يخرج كل صباح مستندًا على عكازه، رفيقه في طريقه، إلى محله الصغير بباب الشعرية، ليبدأ عمله في صناعة أطباق «المِش»، إذ يقطع الخضروات كالطماطم والخيار ويخلطهما بالجبنة والمش والطحينة، لينتج طعما مميزا يتهاتف عليه الكثير من سكان المنطقة.

موسى العطار، صاحب الـ68 عامًا، عاش أكثر من 40 عامًا يعمل في صناعة المِش حتى أصبح اسمه له مكانة خاصة لدى الأغلبية، إذ يعتبرون تناول الإفطار عنده طقس يومي مهم لا يمكن التخلي عنه، فيبدأون عملهم بعد أن يتناولوا «مِش عم موسي»، المميز بخلطته السحرية، موضحا لـ«»: «بدأت من وأنا عندي 17 سنة، اشتغلت في الحسين الأول مع واحد اتعلمت وعرفت أصول المهنة، واتجهت لمحلي الخاص ومارست المهنة اللي علمتني كتير وإدتني أكثر».

صعوبات في حياة «عم موسى»

صعوبات كثيرة واجهت «موسى» في عمله، إذ تعرض في إحدى المرات أثناء ذهابه للمنوفية، لإحضار الجبنة القريش، إلى موقف صادم إذ هجم عليه مجموعة من الملثمين وسرقوا كل ما يملك، فاضطر إلى العودة للقاهرة دون شراء الجبنة، وبقي أسبوعًا بدون عمل: «خدوا فلوسي وسابوني لكن الحمد لله أني كويس، وقدرت أرجع بس وقفوا حالي أسبوع بحاله الله يسامحهم».

وقته المميز في عمله

يحب «موسى» العمل على أنغام أم كلثوم، ويصف نفسه بـ«السميع القديم»، لافتًا إلى أن أحلى طعم للجبنة يخرج من بين يديه وهو يدندن مع أم كلثوم: «أغاني الست شاهدة على ذكرياتي الكتيرة في المهنة دي والمكان ده»، ويحكي لـ«»: «المحل ده أجرته من زمان وبنتي بتساعدني في الشغل».

حصاد ما جمع من مهنته

يمزح «موسى» وهو يحكي عن الخبرة التي يمتلكها والشهادات التي حصل عليها: «أنا معايا 3 شهادات الأولى هي لا إله إلا الله محمد رسول الله، والثانية هي دكتوراه في توضيب طبق المش، والثالثة هي إمبراطور المش»، مؤكدا أنه يسير في حياته وعمله ببركة الله ومساعدة ابنته له ولا يتمنى شيئا من الدنيا سوى إرضاء زبونه: «الحمد لله رضا، أنا ساكن في بيت صغير عبارة عن غرفة واحدة ومعنديش معاش، قدمت عليه ولسه ربنا يسهل».